الأربعاء، 25 يونيو 2025

إلى من ظنَّ أن له ظلًّا!

إلى من ظنَّ أن له ظلًّا! 

أتتكَ حروفيَ الغضبى تُزمجِرُ في
لُجِّ القوافي كطوفانٍ من العَجَلِ

تُدوّي مثلَ رعودِ السيفِ إن سَطَعَتْ
وتسقِمُ البغضَ في صدريكَ بالعللِ

أما علمتَ بأني حين أُغضِبُني
يُقشَعِرُّ المجدُ من هولِ الذي حصلِ؟

أنا المهيبُ، أنا المقدامُ، من وَلَدَتْ
صهواتُ خيلِ المعالي دونَ مُكتَملِ

تشكو القوافي إذا ما جئتُ أطلقُها
لأنها لا تطيقُ السيرَ في جَمَلي

من أنتَ؟ لا أنتَ في علمٍ ولا أدبٍ
ولا مكانُك في قومٍ ولا رُسُلِ

وإن نطقتَ، فكالأجراسِ فارغةٌ
تَرِنُّ جُوفًا وتُخزي كلَّ مُعتَمِلِ

أكلَّما جئتَ تبغي المجدَ تفضحُهُ؟
كأنّما المجدُ قد خيطَ على جَهَلِ!

تفاخر الناسُ بالأمجادِ فانبرَوا
وأنتَ في القومِ ما زلتَ ابنَ مُكتملِ

أنا الذي تهتدي بي الأرضُ إن ظَلَمَت
وكلّ من ضلَّ عادَ الرُشدَ مِن أَملي

تخوضُ دهريَ؟ هذا الدهرُ قد خَبِرَتْ
صُفوفُهُ أنني الحامي منَ الزَّللِ

كم فارسٍ جاءَ بالأحلامِ ممتطيًا
رددتُهُ نحوَ بيتهِ دُونَ مُقْتَتَلِ

أنا الذي سِرتُ في الدنيا بلا قَلَقٍ
وسارَ غيري على ألفِ منَ الحِيَلِ

سلِ الرماحَ التي خاضَت معاركَنا
مَن كانَ يُثبِتُها في القلبِ والأملِ؟

وسلْ كتائبَ قومي، حين أفزعَها
ليلُ الخصومِ، مَن استنهضْتُ بالجدَلِ؟

أنا الذي لا يُجارى في صرامتِهِ
ولا يُباعُ بأثمانٍ منَ البَطَلِ

فاسكُتْ، ودعكَ من الوهمِ الذي ركِبَتْ
فيهِ ظنونُكَ، فالجهلُ ابْنُ مَنِ انخَذَلِ

ٱلأَسْعَدُ بَكَارِيٍ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحليل قصيدة "رحماك يا امرأة" يوسف بلعابي و غزلان حمدي

تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس  في قصيدة "رحماك يا امرأة" للشاعر التونسي يوسف بلعابي، نقرأ لوحة عشق نق...