يا غصن الزيتون

.                   يا غصن الزيتون 

يا غصنَ الزيتون(1) يا مَن تأبطْتك حَضَنْتُكَ قريبا الى قلبي

إن كنتُ رميتُكَ فزعا من وخْز إبرة أليمة ارجوك لا تَلُمْني 

في مطْوَى السّاعد الأيمن غول مجهول غادِرٌ وضع سُمّه لَدَغَني

احمرّت اليدُ انتفختْ توجّهنا مباشرة  لمركز الإسعاف الأولي

ثم لقسمِ الطوارئِ في المَشفى اتصال مع مركز التَّسَمُّم تشاوري

غَطّى الاحمرار كامل اليد وانتفاخ من الكفّ حتى إبطي 

مسكّنات للآلام وبعدها مضادّات حيوية أعطوني 

 انتفخَ اللسان كِفلا قد يسدّ مجرى التنفس للاختناق يُؤدّي

فقدتُ الكلامَ الواضحَ ارتَعَبْتُ جدا فزاد هلعي وخوفي 

تضاعف قلق الأطباء لا بد من  دواء خاص للعناية المركزة تقرر تحويلي

 

 بدأ العلاج المكثف لقاحا حيويا مضادا للسموم(2) والالتهاب فوري

ظهر ارتفاع السكر وضغط الدم ثم عوارض جانبية انتابتني 

لكنّ اللهَ لَطَف استجاب اللسان للعلاج وعاد لوضعه الطبيعي

أخذ الاحمرار رويدا يتضاءل تَنَفََّسْتُ الصُّعداءَ فحمدتُ ربي

في العناية المركزة بصحبة أناس بين حياة وموت في الحقيقة هدّني

 رأيتُ في المنام أحلاما مُرعبةً المرحوم والدي والدتي أخي وابنتي 

قبل ان أصرخَ من هَول الكابوس مع الغالين فتحتُ عيني

  مما زاد الطين بلة واذا بالطاقم الطبي يقفُ فوقَ رأسي 

 ظننتُ أنني في عالم الأموات انهرْتُ كلية وأخذتُ بحُرقةٍ أبكي 

بكيتُ بكاءً مريراً نَحَبْتُ نحيبا متواصلا بالكاد التقطْتُ نَفَسي 

دواء للتهدئة تنفسا اصطناعيا سائلا في الوريد أعطوني

قرر الأطباء أن أخرج من قسم الكآبة بعد أن استقرّ وضعي 

الى قسم الأمراض الباطنية لإكمال العلاج تمّ نقلي

 هدأ رَوْعي لأيامٍ معدودةٍ تحت إشراف ومراقبة الطاقم الطّبي

أصبحتُ جاهزةً للمغادرةِ للراحةِ في البيتِ تحسّنَ وضعي الصّحّي

مع لدغة قاتلة كانت قد تكون قاضية لا سمح الله هذه قصتي

ما حصل معي يمكن وصفه كمن تأبط شرا(3) وهو لا يدري 

تماما مثلما قام به ثابت بن جابر الفهمي (3) ولكنه كان يدري

مستقبلا عدم حَضن حزمة أغصان قد يكون مختبئا أفعوان ثاني

في الحقيقة لم أقلق قال المولى تعالى كلمته من الأسوأ حماني 

وغنَّيتُ يا أفعى يا ابنةَ إبليس الحمد لله الخطرُ زال زال عنّي 

يا كرمَ الزيتون رغم ذلك لن أترككَ ابد الدهر لكَ خالص حُبي 

"والتين والزيتون" آية مقدسة وردت في القرآن يا أحبتي 

الارض أمّنا هي الحضن الدافئ مهما جرى ما تنتسي

يحلم الملايين أن يتبارك بترابها ويشم نسيمها العليل يا خيي 

قالوا هنيئا يا أم سليمان على عجل غادرتِ للنقاهة وخرجتي

الحمد لله عالسلامة يا غالية الى أحضان العائلة والأهل عُدتِ

ايتها ألأم الحنونة البيت بدونكِ خراب صدّقي لا يساوي اشي

الدار بعد غياب نوّرَت اشتقنا لروحك المرحة فلتعلمي

الدكتور خالد الخالدي 

(أبو سليمان)

29 أبريل نيسان 2025م

————————-

(1) قصتي مع غصن الزيتون ذهبنا للكرم لنجمع الأغصان بعد عملية التقليم ولحرقها فيما بعد. 

قالت العرب يا فرحة ما تمت، ما ان حضنت أم سليمان غصنا واذا بوخزة في مطوى ساعد اليد اليمنى لم نعرف كنهها. في اعقاب ذلك مكثت في المشفى من تاريخ 25/4-30/4/2025 منها اربعة ايام في العناية المركزة!

 

(2) مضادا حيويا لجميع انواع السموم! Antivenom, also known as antivenin, venom antiserum, and antivenom immunoglobulin, is a specific treatment for envenomation. It is composed of antibodies and used to treat certain venomous bites and stings. Antivenoms are recommended only if there is significant toxicity or a high risk of toxicity. The specific antivenom needed depends on the species involved. It is given by injection. The bite or sting of a highly venomous animal can inflict great suffering, including loss of limbs, paralysis, and an extremely painful death. In the United States, envenomation (the injection of venom) usually happens during an encounter with a snake, spider, or insect. 

(3) تأبط شرًّا واسمه ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي، من قبيلة بني فهم. (توفي نحو 607 م). أحد شعراء الجاهلية الصعاليك وعدائيهم وفُتّاكهم من أهل تهامة والحجاز، وكانت معظم معاركه مع قبيلة بجيلة بني مالك و بني صاهلة من قبيلة هذيل وبني نفاثة من قبيلة كنانة. مات على يد طفل من هذيل اسمه سفيان بن ساعدة الهذلي. ودفن في غار رخمان ويعرف اليوم بغار تلبط بالقرب من الطائف.

وقيل لقب بتأبط شراً أما سببُ تسميته فتعود إلى روايات عديدة، منها أنَّه قتلَ غولاً ووضعه تحت إِبْطِهِ ومشى به إلى قبيلته، فقيل: تأبَّط شرًّا، ومن الرّوايات أنّ أمَّه طلبت أن يأتيها بشيءٍ فأحضر أفاعيَ بعد اصطيادها ووضعها في جِراب مُتأبِّطًا إيّاه. 

او لأنه كان كلما خرج للغزو وضع سيفه تحت أبطه فقالت أمه مرة: تأبط شراً، فلقب بهذا!