لا تعبثوا بمصر
شعر غريب صبحي
...............................
لا تعبثوا بمصر، يا من تتربصون،
ففي عيونها يجري نهر الغضب المستكين.
هي أرض الأبطال ، مهد الفجر والحرية ،
وعندما تستيقظ، تنبض في القلوب هدية.
لا تخطئوا الحسابات ، فمصر ليست جسدًا منهكا ،
بل أسد يقف شامخا ، يحمل شموخا متفجرا .
تاريخها دَرَج على عروش الطغاة ،
يُكتب بماء من دماء الأبطال ، من غير التفات.
إذا غضبت مصر، فاستعدوا لعاصفة تبيد،
تصبح قلوب الأعداء نارا لا تنطفئ ، ولا يفيد.
فهي ليست أحلاماً أو أوهام ترمى ،
بل تكتب بالعزيمة، بصلابة لا تقهر في المعركة الرامية.
أنتم الغافلون، تحسبون بزاوية ضيقة،
لا ترون أنها رياح تعصف بمدنكم ، أو أمواج من ثورة عميقة.
إن اقتربتم من حدودها، فاحذروا ،
ستلتهمكم عواصف لا تطفأ، فالأرض أبدية تجدد .
مصر ليست وطنا فحسب ، بل قارة عارمة،
تاريخ مشهود على أكتاف الشمس ، تتوّج بالتقدير الرفيع.
تنظر إلى الأفق بلا خوف من خططكم ،
تعود إلى مجدها مهما تكالبت الأهواء .
لا تعبثوا بمصر، فسيادة الأرض في صميم كيانها..
عندما تقول لا ، تتغير موازين الكون ،
أما قلوبكم فتنطفئ من هول النبأ ،
مصر حائط صلب لم يُهز ، وصد للقدر .
إذا حاولتم المساومة على عزمها،
ستُشعل فيكم نارا جهنميةً ، تجري كقلبها.
فتاريخنا بيدنا ، وهو حكاية تُروى ،
عن شعب لا ينزع ، ولا يغلبه الحزن أو الذل .
فابتعدوا عن مصر ، فهي قادرة عملاقة،
تدحر كل من يتسلل ، تخفيهم في الدياجير .
روح حارسة تراقب من بعيد ،
في فجر كل يوم، تُعيد للعالم توازنه وتفوقه .
كونوا على حذر. فإنتم تحت عيون صاحية ،
فمن ينتهك حرمتها ، سيكون في نهايته قاسيا .
ولن تنسى آثاركم في تاريخها لا محال ،
سيبقون عبر الزمان ، مجرد غبار في الرياح يعاني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق