( روضاتٌ بها أَمَلٌ )
البحر البسيط
بقلمي : سمير موسى الغزالي
قُدُّ القَميصُ وما قُدّتْ طَهارتُهُ
طوبى ليوسفَ دونَ الكَيدِ إِيمانُ
نورُ البَراءةِ تَمكينٌ ومَرحَمَةٌ
والحِقدُ عَتمٌ و للأَحقادِ خِذلانُ
إِنَّ البَراءةَ شَمسٌ يُستَضاءُ بِها
عَتمٌ صِراطُكَ والطّاغينَ عُميانُ
في ظُلمةِ الجُبِّ أَلقوا الطُّهرَ في حَلَكٍ
فَحَلَّقَ النّورُ والأَنوارُ صِنوانُ
كَمْ من قلوبٍ قَسَتْ في الوَهمِ من شَرَهٍ
بالحُبِّ لانَ وبالإِحسانِ صَوّانُ
يا وَجهَ يَعقوبَ هَلّا قد خَلَوتَ لَهُمْ
سادَ الحَبيبُ ومن وَجهِ الهُدى بانوا
كُلٌّ يُنافسُ زُلخى في مَحبّتِكم
في الوَجهِ حُسنٌ وفي الأَعماقِ إِحسانُ
لا لَومَ في خَطأٍ فالصَّفحُ يَمحوَهُ
إِنْ كانَ من نَدَمٍ والدَّمعُ هَتّانُ
فَكَمْ أَتَتْ في رُبا الأَيامِ مَظلَمَةٌ
وكم أَتَى في رُبا الأَيامِ غُفرانُ
فاغنَمْ سَماحاً إذا ما لاحَ في أَفُقٍ
فَلَنْ يَنالَكَ عِندَ اللّهِ نِسيانُ
أَبي التَّسامُحُ أَمشي في دُروبِهما
مَهما وجدتُ على الغُفرانِ نُكرانُ
ففي التَّسامحِ رَوضاتٌ بها أَملٌ
لن يَدخُلَ الرَّوضَ طَعّانٌ ولَعّانُ
قَلبٌ حَفيظٌ أمينٌ في خَزائِنِهِ
والكَيلُ يُزجى وفي الآفاقِ جَوْعانُ
انظُرْ إلى الطُّهرِ واستَعبِرْ نِهايَتَهُ
فَليسَ في الشَّرِّ أَحبابٌ وخِلّانُ
ذُقنا من القَهرِ ماناءَ الزَّمانُ بهِ
في السِّجنِ ذُلٌّ و حَسراتٌ وألوانُ
الصَّفحُ نورٌ وإِشراقٌ بِمَحلَكَةٍ
في جَنَّةِ الخُلدِ إِنصافٌ ورِضوانُ
سوريا ، الثلاثاء 1 - 7 - 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق