الأربعاء، 2 يوليو 2025

"حين يضيع الطريق من القلب… لا من الخريطة"

"حين يضيع الطريق من القلب… لا من الخريطة"

أحيانًا لا نضلّ الطريق لأننا لا نعرفه بل لأن التعب أثقلنا والهم شتّتنا
فننسى الطريق وننسى أنفسنا وفي رحلة البحث عن الرزق قد نضيع في قلب الشوارع ونظل ندور في نفس المكان كأننا نبحث عن شيء لا نعرفه ولا يعرفنا

وفي طريقي للبحث عن فرصة عمل
ضعت لم أعد أعلم أين أنا ولا من أكون ولا حتى ما الذي أبحث عنه تحديدًا
تاهت وجهتي وضعفت بصيرتي وصرت أمرّ بالشارع ذاته مرارًا أصعده وأعود دون أن أصل

وأخيرًا وبعد جهد
لم أجد المكان الذي أبحث عنه بل وجدت محطة انطلاق جديدة نحو مدينة أخرى ربما هناك أجد فرصة أو أملًا
انطلقت ومع أول وهلة للوصول ظننت أنني وصلت لكنني كنت لا أزال بعيدًا ولا أعرف الطريق أصلًا

وبعد عناءٍ آخر
وصلت للمكان المقصود وشرعت في البحث عن عمل فتلقّتني المدينة بالفراغ لا فرص ولا أمل ولا جديد
قلت: أذهب إلى بيت صديق أستريح فيه لكنني نسيت الطريق وضاعت مني العلامات التي أعرفها
بل نسيت ملامح الحيّ وصرت أدور فيه كالغريب أمرّ من أمام البيت ذاته مرات ولم أميّزه ولم ينتبه لي قلبي
حتى خرج صديقي فجأة نظر إليّ بدهشة
"ماذا تفعل هنا؟ لِمَ لم تطرق الباب وتدخل؟"
فأجبته متعبًا كنت أستريح قليلاً وسأدخل الآن حينها فقط البيت
وفهمت من يومها وتوقفت عن السخرية من التائهين وعن لوم المجانين
فليس كل من أضاع الطريق جاهلًا بعضهم ضاع لأن الهم شتّته والألم أطفأ بصيرته والتعب أثقل قلبه

قد يضيع المرء أحيانًا أمام باب بيته بل في داخله ولا يحتاج إلى دليل
بل إلى يدٍ تُمسك به بلطف.

🖋️/يعقوب أحمد ناصر الناصري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ورود العشق

.  ورود العشق زرعت ورود العشق بصدق بحديقة اشواقي وسقيتها من دمع عيني ولهفة الحب ساهرت ليلي لأحميها فنمت تلك الورود واصبحت بساتين ورود تهدي ل...