تعليقٌ بسيطٌ عن نصٍّ
للإستاذةِ ( اقبال جمعة)..
هذه النبوءةُ.. تبدو أنها تقضُّ مضجعَ فراشِ شخصيةِ النّصِّ ( الزوجة) منذُ التقتْ بالزوجِ المُحتضرِ، و صارتْ مصدرَ قلقٍ و ضيقٍ كما تفعلهُ حشرةُ البَقِّ (البعوض) في ليالي الصيفِ أثناءَ النّومِ، مسببةً الازعاجَ و الحكَّةَ الجلديةِ.
فطيلةُ الحياةِ الزوجيةِ بقيَ السّرُّ محفوظًا، رُغمَ شَكٍّ عنيفٍ، و ريبةٍ تراودُها و لسانُ حالِها يقولُ (سنوات
و نار الغيرة تحرقني)!
جاءتِ اللحظةُ لِطالما انتظرتها،
كي تطمئنَ علـىٰ موقعِها في قلبِ شريكها.. بادرَها في اعترافٍ وُلِــدَ
مَيْتًا قبلَ موتِ (المتهمِ) عندما باحَ
لها بحشرجةٍ (كانت رفيقة الصغر
و حبيبة الصبا)!
ودَّتْ لو أنّهُ يُكملَ كلامهُ لكنهُ غادرَ، و بقيَ "الصندوقُ الاسودُ" لوحدهِ يندبُ الحظَّ علـىٰ أطلالٍ دَرَسَتْ عَبرَ سنينِ عُمرٍ، غيرِ مُتكافئ..
الخُلاصةُ:-
مثلُ هكذا نصوصٍ تنضحُها ذاكرةُ
أقلامٍ كثيرةٍ، كبيرةٍ أو صغيرةٍ، تضعُ سحرَها بين أيدينا.. تحتاجُ إلـىٰ تأمُّلٍ طويلٍ جدًّا، و تفكيرٍ عميقٍ بمآلاتِ أسئلةٍ تَضِجُّ بها النفوسُ نتيجةَ معاناةٍ
و تجاربٍ قاسيةٍ، تركتْ غُصَّةً في الحلقِ، لا يقوىٰ صاحبُها علـىٰ اِستساغتِها، و لا يَجرُؤ أنْ يلفظَها!
بالمقابلِ..
المُتلقِّي، ستسلبُ لُبَّهُ فكرةُ النصِّ المُدهشةِ، و لُغتُهُ السهلةُ جدًّا، و ذكاءُ
الكاتبةِ عندما وضعتْ نهايةَ حدثٍ توقعنا سيأخذُ منَّا وقتًا طويلًا لاستيعابهِ و تأويلهِ، بحسبِ تصوراتنا المسبقةِ، بَيْدَ أنَّهُ فاجَأَتْنا بموقفٍ ليسَ بالحسبانِ، أنهتِ السَّردَ علـىٰ حينِ غِرَّة!
أخيــــرًا...
أولُ مرةٍ أقرأُ للاستاذة اقبال جمعة،
و لا أغالي إذا قلتُ أبهرتني لُغتَها البسيطةَ و الغنيةَ بما يشغلُ بالَ المبدعينَ، فدعاني النصُّ (تنبوء)
أنْ أُسجلَ هذه الملاحظةَ البسيطةَ
و السريعةَ، لعلَّها تروقُ للكاتبةِ،
و للقارئ بالقدرِ الّذي أرجُوهُ..
معَ أطيبِ التَّحياتِ.
(صاحب ساجت/العراق)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
النصُّ موضوعُ التعليقِ..
" تنبؤ "
بين جدران صمت نداءاته وصرخات مكبوتة في أعماقه، كانت عيون زوجته هاطلة، يضج بها الوقت .
على الرغم من أن يوسف الزوج المحب لعائلته والمهتم بكل صغيرة وكبيرة ولكن...
بقي ذلك الطيف عدوها الشرس
لا تدري هل هي صدق ألوانه أم أوهام احتراقاتها؟
باح لها وهو على فراش الموت قائلا:
- كانت رفيقة الصغر وحبيبة الصبا
ولكنه ..تمتم بكلمات متقطعة غير مفهومة.
صرخت:
أكمل ارجوك ...أرجوك
سنوات ونار الغيرة تحرقني قل لي: .......
أشار بإصبعه إلى درج الخزانة، أسرعت لفتحه..
كان صندوقا أسود.
همت تفتحه، سمعت حشرجة، أسرعت إليه: .
- يوسف
- يوسف
لفظ ٱخر أنفاسه!
(إقبال جمعة /سورية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق