الخميس، 19 يونيو 2025

الشاعر الذي صدّق نفسه..*

الشاعر الذي صدّق نفسه..*

لا تحرقْ أناملك
وأنت تطوِّع الحرفَ العنيد،
لتحرثَ أرض القصيد،
فهذا لا يفيد،
حتى لو كانت كلماتك
من نسل الحديد.

اركنْ إلى زاويةٍ في مكانٍ بعيد،
حيث الحقول يانعة،
تزدهرُ بأعذبِ الشعرِ… أكذبِه!
كن عطرها الفوّاح،
تنتعشْ وتستفيد،
ولا تقل أبدًا:
"أعذبُ الشعر أصدقُه"،
فهذا لا يُجدي.

الصدقُ عُري...
والعري لا يُباع في الأسواق.
الكذبُ وسادة،
والناس لا تنام إلا على الوهم الطري.

سيُلبِسُك هذا العالم قناعًا
من زخرفٍ صدئ... بليد،
وتعلو من حولك زغاريد،
ولحنُ نشيد،
وتصفيقاتٌ من هنا وهناك،
كأنك ستولد من جديد!

سيقولون عنك: شاعرٌ صنديد!
وتذوب فوق هامتك
شموعُ التمجيد...

ثم يبدأ التسديد:
هذا قيدٌ... وهذا تقييد...
وسيقف قربك رجلٌ رشيد،
يمدُّ لك شهادة التفوّق في الترويض،
ويهمس:
"طوبى لك، أيها العنيد...
لقد نجحت في أن تكون مثلنا،
بلا دمعة،
ولا بصمة،
ولا قصيد!"..

[بقلم:
أحمد  لخليفي الوزاني 
شاعر وزانسيان ]
حقوق النشر محفوظة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بِقَلَمد.عارف تَكَنَة (( أَيْنَعَ الْعَفْرُ ))

(من البحر البسيط) بِقَلَم د.عارف تَكَنَة                (( أَيْنَعَ الْعَفْرُ )) الْقَفْرُ   هَيْفانُ  والْهَيْمانُ   لَمْ  يَضِمِ(١)  فَلا ...