الخميس، 19 يونيو 2025

جداريةٌ مرسومةٌ على جدارِ الزمن ..!

جداريةٌ مرسومةٌ على جدارِ الزمن ..!
د. عبد الرحيم جاموس
جداريةٌ...
مرسومةٌ على جدارٍ عتيقٍ من وجداننا،
تطلُّ على الفجرِ بعينٍ لا تنام،
تمعّنتُ فيها...
أمعنتُ النظرَ،
فانسكبَ الضوءُ من تضاريسِها
كأنها نبضُ وطنٍ،
نُقِشَ بالحجرِ والترابِ والنار...
***
هي ليست لوحةً عادية،
إنها ومضةُ تاريخٍ لا ينطفئ،
رمزيةٌ نافذةٌ،
تعبرُ حدودَ الزمان والمكان،
كأنها سفرٌ معلّقٌ
على حائطِ بيتٍ لم يكتمل...
***
تبدو قديمةً للبعض،
لكنها ما زالت تتصدّرُ الجدار،
تُجابهُ الغبارَ والخذلان،
بألوانٍ لا يخفتُ وهجُها،
تحملُ رؤيا لا تهابُ تعاقبَ السنين.
***
وفي مركزِها...
شابٌ يشبهُ الفكرةَ الأولى،
يمتشقُ بندقيةً
ويتمترسُ عندَ صخرةٍ تشبهُ أمه،
خلفهُ زيتونةٌ...
جذورها أقدمُ من النكبةِ،
وأغصانُها ظلٌ لأجيالٍ من الحالمين.
***
وعلى جذعها المنحوتِ
عبارةٌ تُوقظُ الذاكرة:
"مواليدُ 1948...
هم فدائيو 1968."

تتردّدُ العبارةُ
كأنها نبوءةٌ كُتبت بالنار،
ولا تزالُ تحترقُ معنا،
في كلّ لحظة،
في كلّ يوم،
في كلّ عام...
***
هذه ليست لوحةً معلّقة،
بل جداريةٌ تُقاومُ السقوط،
ترفضُ أن تكون للعرض،
إنها تنبضُ،
تُفصحُ عن معنى يتجدّد:
أن مواليد اليوم،
هم فدائيو الغد.
***
هكذا أقرأُ...
وهكذا تقرأُ معي
كلُّ عينٍ ما زالت ترى،
وكلُّ قلبٍ لم يُطفئه التعب،
هذه الجداريةُ ليست مجرد رمز،
بل وصيةٌ معلّقةٌ على جدارِ الزمن،
تتوارثها الأجيال،
ويحملها جيلٌ عن جيل،
كما تُحملُ الراياتُ في ميادين الفداء.
***
جيلٌ يُسلّمُ جيلًا،
شعلةَ الثورة،
وزيتَ العودة،
في مسيرةٍ لا تعرفُ التراجع،
ولا تُساوم...
ثورةٌ تكتبُ فصولَها
بدمِ الفدائيين،
حتى النصر...
حتى العودة...

د. عبد الرحيم جاموس
الرياض 19 حزيران / يونيو  2025م 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بِقَلَمد.عارف تَكَنَة (( أَيْنَعَ الْعَفْرُ ))

(من البحر البسيط) بِقَلَم د.عارف تَكَنَة                (( أَيْنَعَ الْعَفْرُ )) الْقَفْرُ   هَيْفانُ  والْهَيْمانُ   لَمْ  يَضِمِ(١)  فَلا ...