الأربعاء، 25 يونيو 2025

-(حين يكون الشاعر مهندسا زراعيا)-

-(حين يكون الشاعر مهندسا زراعيا)-
لا أكتبُ الشعرَ مصادفةً
فلا زالت ذاكرتي مشبعة
بطقوس الفلاحين وأغاني الحصاد
كلّ ما أفعله أنّي أقلّدهم
لكنني أحرث حقول اللغة 
بمحراثٍ قُدّ من جمال
أبذر وزناً وتفعيلةً فوق تراب المعاني
أنا مَن يعرف القصيدة 
هي كما زاهيات الورود 
وكما سنابل القمح
إن لم تروها عنايةً وحباً
ستذبلُ على السطر الأول
لا أنحني إلا كما فلاح 
يهمس للسنابل باسرار النضج
لا أقبل قافية رخوة 
بل جذراً عميقا 
يثبّت البيت حين العاصفة
لي في الورود قصائد
كذلك في الحقول 
فقد تخرج الكلمات من ضوء الشمس 
وليس من الدفاتر فقط
أعرف أن المطر لا يعرف النّحو
لكنه شاعر فذ حين يلقي قصيدة
على مسامع التراب 
علّمني أبي أن للتراب ذاكرة
وأن النبات يسمع
وأن الشمس ليست حارقة فقط
بل من دفئها تهب الحياة 
علمني أن من لايعرف كيف ينحني
ينكسر عن أول ريح هوجاء
علمني أن الوقت لا ينتظر المترددين 
أكتب لان الكلمة كالبذرة في الأرض
قد تنام سنوات 
لكنها ذات ربيع 
تتحول شجرة تظلل قلبا
حين يكون الشاعر مهندسا زراعيا
لن يفرّق بين معولٍ وقلم 
كلاهما يحفر في الارض والروح
لتنبت سنبلة أو قصيدة
زهير علي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحليل قصيدة "رحماك يا امرأة" يوسف بلعابي و غزلان حمدي

تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس  في قصيدة "رحماك يا امرأة" للشاعر التونسي يوسف بلعابي، نقرأ لوحة عشق نق...