الخميس، 5 يونيو 2025

غائب يسكنني......

غائب يسكنني...... 

لا يشبه غيابك الغياب العادي
إنه حضورٌ آخر، متخفٍّ، يعيش في أدقِّ تفاصيل يومي.
تغيب عن الأماكن، نعم...
لكنّك تسكنني كأنك لم تبرحني
كأنك مُختَزنٌ في خلايا الذاكرة
في نبرات صوتي حين أتكلم عن لا شيء
وفي نظراتي حين أحدّق في كل شيء ولا أراك.
غريبٌ هذا الغياب الذي لا يترك فراغًا، بل امتلاءً من نوعٍ خاص؛
امتلاءً بالأسئلة، بالأمنيات المؤجَّلة، وبالأحاديث التي لا تُقال.
غريبٌ هذا الغائبُ الذي لا أحتاج إلى أن أراه كي أشعر به
فهو في وجهي حين أبتسم نصف ابتسامة
وفي قلبي حين أشتاق ولا أقدر على الإفصاح.
لم أعد أعلم: أأنتَ من يسكنني
أم أنني أنا من علّق نفسه بك
وبات يسكن الغياب بإرادته؟
أيّها الغائب الحاضر،
ما أصعب أن أبحث عنك في داخلي كلما حاولت نسيانك
وما أقسى أن أُهديك كلَّ هذا البقاء
ولا يصلني منك سوى الصمت.

بقلمي: الكاتب و الأديب شتوح عثمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عندما ترفع الأقلام

عندما ترفع الأقلام لتنشد قصيدة تترجم الواقع الأفتراضي الذى نسكن فية ويدور من حولنا عندما تنبض الاقلام وتعزف أنشودة تحيى الروح في الجسد ينصت ...