أنا النقطة في الفضاء اللانهائي
بقلم جــــــــبران العشملي
«ــــــــــــــــــــــــــــــ☆☆ــــــــــــــــــــــــــــــــــ»
أنا النقطةُ في الفضاءِ اللانهائيِّ،
وحوليَ تدورُ احتمالاتُ الوجودِ،
أحملُ سرَّ البدايةِ في صمتي،
ونبوءَةَ النّهايةِ في ارتجافِ وجودي.
أنا الهامشُ الذي يوشكُ أن يصبح مركزًا،
والسكونُ الذي يختبئ خلف ضجيج الأكوان،
أنتمي لكل شيءٍ، ولا أنتمي لشيء،
كأنّي فكرةٌ تائهةٌ في عقلِ الزمن.
أبحثُ عن ذاتي بين تشققات اللاجدوى،
أرسمُ ظلالي على جدرانِ العبثِ،
وأقاومُ العدمَ بشهوةِ المعنى،
رغمَ أنّي لستُ متأكدًا من وجوده.
أنا السكونُ بين نبضات الزمن،
والصمتُ الذي يخفي صرخاتِ الوعي،
أتلوى بين أبعادٍ لا تُرى،
وأتنفسُ ضوءًا لم يُولد بعد.
أنا الحلمُ الذي يتهشمُ عند الفجر،
واللوحةُ المرسومة على صفحة الغياب،
أنسجُ خيوط الذاكرةِ من خيوط الضياع،
وأصغي لصدى الأسئلةِ بلا جواب.
في عالمي الممزق بين النور والظل،
أعيشُ بحثًا عن نقطةِ توازنٍ،
أستجدي للحظةٍ من المعنى،
وأرفض أن أغرق في اللاشيء بلا أمل.
وفي هذا اللانهاية المتشظي من الأسئلة،
تظلّ النقطةُ صامدةً، رغمَ ذبولِ اليقين،
تنتظرُ من عبثِ الوجودِ وهجهُ المعنى،
لترتسمَ بها صورةُ ذاتٍ تتجاوز العدم.
فهل أنا إلا بدايةٌ بلا نهاية؟
أم نهايةٌ تحكي سرَّ بدايةٍ أخرى؟
ربما أنا ذاك السّؤالُ الذي لا يُجاب،
أو الحقيقةُ المختبئةُ خلف ستراتِ الوهم.
في النهاية، تبقى الرحلةُ هي المعنى،
والبحثُ هو الكينونةُ التي لا تموت،
فنحنُ النقاطُ الصغيرةُ في فضاءٍ لا نهائي،
نحاول أن نلمسَ الوجودَ... ونفهمَهُ... ونُحييه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق