ابني يسألني... ٨
من سلسله صرخه حرية
يا أبتاه، لماذا الدمُ في الأخبارِ كثيرْ؟
ولماذا الأرضُ تصرخُ؟
والصدى لا يستجيبْ؟
ولماذا الطفلُ يُقذَفُ بالحجارةِ والسحابْ؟
ولماذا فوقَ رأسِه طائراتٌ...
تنذرُ الموتَ بغضبْ؟
ابني يسألني:
هل كنا نحملُ سيفًا؟
هل قطعنا دربَهم؟
هل سرقنا رغيفَ الخبزِ منهم؟
هل نزعنا منهم الحُلْمَ الجميلْ؟
فأُجيبه:
كلا، يا بني،
نحنُ زرعنا الوردَ في ساحاتِهم،
وغرسنا الزيتونَ في أكمامِهم،
لكنهم أتوا لنا
بسيفٍ لا يرى فينا سوى الأعداءْ،
بسوطِ حقدٍ وادّعاءْ،
وظنّوا أن في قتلِ الطفولةِ انتصارًا...
يا بني، ما أعجبَ الأعداءْ!
ابني يسألني:
هل سنعودُ إلى هناك؟
هل سترجعُ قبلةُ الأمِّ لأرضٍ لا تغيبْ؟
هل سيُبعثُ الحنينُ من تحت الركامْ؟
هل يُولدُ الوطنُ من رمادِ الحربِ من جديدْ؟
فأهمسُ له:
نعم، يا بني...
سيُبعثُ الوطنُ حين نُقسم أن لا نخونْ،
حين نرسمُ دربنا بالشهداءِ واليقينْ،
حين يصبحُ الحبُّ فينا
جسرًا للحريةِ... لا سُكونْ.
بقلمي مصطفى احمد يحي الهواري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق