محاولة في كتابة القصص
@إشارة
حديقة الأحلام
قد يمر الإنسان في حياته بأوقات يشعر فيها بالملل والضيق والكسل حتى لو كان لديه كل شيء تلك اللحظات يمكن أن تكون بمثابة اختبار لشجاعة الروح وإبداعها فكيف يمكن للفرد أن يجد السعادة في أصغر التفاصيل؟
هذه قصة عبد الله الذي اكتشف أن الأمل والسعادة يمكن أن يُصنعا من خلال أحلامه
كالعادة كان عبد الله يستيقظ عند صلاة الفجر لتأدية صلاته ثم يجلس فترة على سجادته منتظرًا لشروق الشمس ليذهب بعدها إلى عمله وفي أحد الأيام أحس بشعور مختلف شعر بالملل والكسل والضيق الوساوس تأتيه وتراوده بترك العمل واستبداله بالنوم
ورغم ذلك تغلب على تلك الوساوس وذهب إلى عمله ولكن الساعات كانت تطول كأنها أيا بسبب الضيق الذي يمزقه من الداخل ومع حلول الليل أغلق محله وعاد إلى منزله لكنه لم يجد راحة إذ كان الحر شديدًا والضيق في قلبه أشد من ذلك.
قرر أن يفتح النافذة لعله يشم هواءً ينعش روحه ولكن لم تنجح محاولته لذا خرج إلى حديقة منزله حيث القمر والنجوم ليحدثهم عن همه علّهم يخففون عنه ولكن السماء كانت غائمة ومظلمة جعلت الجو مثيرًا للخوف مما دفعه للعودة إلى غرفته في محاولة يائسة لنومه
أخذ ينظر في أرجاء الغرفة ورأى أوراقه التي لا يفارقها فاخذ القلم وبدأ يخربش بشكل عشوائي متغلبًا على إحساسه بالضيق وفجأة تحولت تلك التخطيطات إلى شكل حديقة استمر في الرسم مضيفًا طاولة وكرسي ورسم صورته جالسًا عليه ثم استخدم علبة ألوانه المفضلة ليضفي الحياة على رسمته محاولًا الهروب إلى عالم آخر
وبالتدريج بدأت ملامح السعادة تتسلل إلى قلبه كان يعيش في حديقته الخيالية حيث تلاشت كل همومه وعندما حان وقت النوم قرر أن يرسم حديقة ممطرة بالنجوم ووضع سريرًا جميلًا في وسطها ورسم نفسه مستلقٍ عليه واختتم ليلة برسمة مليئة بالأحلام الوردية
عندما استيقظ في الصباح تملأه الطاقة والحيوية أدرك بأن الإنسان يملك القدرة على صناعة سعادته بيده حتى في أشد اللحظات ضيقًا وعناء
لذا أعزائي علينا أن نبتكر لحظاتنا الجميلة لأن السعادة لا تأتي من الخارج بل هي اختيار داخلي
وفي الختام نتعلم من هذه القصة كيف يمكن للخيال أن يُحَوِّل الكآبة إلى سعادة وكيف أن الشخص هو سيد مصيره
فلا ننتظر من الآخرين أن يقدموا لنا الورود بل نستعد لتزيين طرقات حياتنا بأنفسنا ونعبر بشجاعة عبر الأشواك لنحقق آمالنا وأحلامنا السعادة ليست بعيدة بل قريبة جداً في حديقة أفكارنا وأحلامنا
🖋️/أبورداد يعقوب الناصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق