كفى صمتاً

كفى صمتاً

بقلم احمد قطب زايد

وإن فرض الطغاة عليك ذلًّا

فلا تخضع وعِش دنياك حرّا

ففي غزةَ الأحرار شعبٌ شامخٌ

تحدى الظلمَ، لا يخشى المضرّا

يقاوم رغم جرحِ القلب دومًا

ويحمل في خطاه المجدَ سرّا

إذا سقط البناءُ، بناهُ طفلٌ

بعزمٍ زادَ في الأعداءِ غرّا

ترى الأرواحَ في كفِّ الفدائي

تُقدّم للسماءِ النورَ قرّا

هنا الزيتونُ يشهدُ كلّ فجرٍ

بأن الدمَّ فوق الأرضِ درّا

فلا صاروخُ غدرٍ سوف يُفني

ولا نارٌ تُطفئ حلمًا مرّا

أيا غزّة، صمودُكِ صارَ رمزًا

ترددهُ الشعوبُ، وتستقرّا

فكم أمٍّ على الأطلالِ قامت

تغني للبطولةِ كي تُسرّا

وكم شيخٍ يُصلّي رغم قهرٍ

ويحملُ في الدعاءِ النصرَ سرّا

هنا في كلّ زاويةٍ شهيدٌ

يُربّي من دماهُ النخلَ طرّا

وأطفالٌ على الجدرانِ رسموا

حكاياتِ الرجولةِ كيف تُسرى

فلا تحزن، وإن ضاقت بلادٌ

فأرضُ اللهِ تأبى أن تَضُرّا

يُريدُ العدوُّ سحقَ المجدِ فينا

ولكنّا نحيلُ الظلمَ جمرا

سنحملُ في دُجانا ألف سيفٍ

وفي عُمرِ الخطوبِ سنُظهرُ البأسَ شرّا

فيا من في المدى سمعَتْ نداءً

أغث غزة، فقد سُقيَتْ حرّا

ولا تنسَ الأُلى صبروا وذادوا

وصاروا في المآذنِ صوتَ تكبيرٍ يُقرّا