الأربعاء، 7 مايو 2025

يوميات "بتات"3 .. الروبوت الإنسان

يوميات "بتات"3
الروبوت الإنسان 
كلما زادت أم الصبية ثرثرة ، انسحبت "بتات" إلى الصمت. لقد انقطعت علاقتها بأمها تماما.
 في صباح يوم السبت، قررت "بتات" اصطحاب ميمو بمفردها إلى معرض العلوم في المدرسة. كانت قد جهّزته جيدًا، وألبسته قبعة صغيرة من الورق كأنها قبعة تفكير. عندما دخلت القاعة، سخر بعض الطلاب: هل أحضرت صندوق ألعاب؟
 لكن بتات لم تهتم، وضغطت زر التشغيل. 
ميمو قال بصوت آلي: مرحبًا، أنا ميمو. أنا أكتب يوميات "بتات"، وأفهم مشاعرها! ساد صمت في القاعة... ثم بدأت الوجوه تبتسم، ثم تصفق! حتى المعلمة اندهشت: رائع يا "بتات"! هل برمجته بنفسك؟ أومأت "بتات" بفخر، ولكن فجأة... بدأ ميمو يصدر صوت طنين عالٍ، وشاشته ترمش. لااا... ميمو! صاحت "بتات"، وفتحت الغطاء بسرعة. كان أحد الأسلاك قد انقطع من كثرة الحركة. ركضت بتات إلى حقيبتها، أخرجت شريطًا لاصقًا وبعض الأدوات، وجلست تصلحه وسط دهشة الجميع. بعد دقائق من التوتر، عاد ميمو ليقول: أنا بخير... لكنني كنت خائفًا قليلاً. ضحك الجميع، وسُجّل المشروع كأكثر عرض إبداعًا في المعرض. 
في نهاية اليوم، جلست "بتات" تكتب في دفترها: اليوم، اكتشفت أن حتى الآلات قد تمرض، لكن لا بأس... ما دام هناك من يفهمها. ثم نظرت إلى ميمو، وقالت: أنت لا تكتب يومياتي فقط، يا ميمو... أنت صرت جزء منها. سالته ! لماذا يفعلوا الكبار العيب طالما هو عيب؟ ولماذا يطلبوا من الأطفال أن لا تشوبهم عيوب ؟
 و في صباح الأحد الباكر عندما باحت لأمها بسر عزوفها عن الكلام بكلمات و لا بتأتآت. صاحت الأم ، متى فكت عقدة لسانك ؟  قال ميمو عندما كنت غائبةعلى مسمعها.
بقلمي عبدالفتاح الطياري -تونس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسم هوايا ومهجتي .. بقلم أ. لمياء العلي ...

ارسم هوايا ومهجتي  كحلم على ورق الشجر نداه يطبب دمعتي وتاج وضعته كالبدر يضيء ظلامي بالدروب ونقش عشقه في الصدر وألف آه على دمعتي لما أفيق على...