وداعًا يا رمضان
______
أوَدِّعُ الشهرَ لا تَجزَعْ لهُ ألمي
يا ليتَهُ دامَ حتى يُطفِئَ الظُّلَمَا
يا ليتَهُ لحظةً ما غابَ عن زمني
ولا تَوارى ضِياءُ الطُّهرِ وابتَسَما
يا ليتَهُ عادَ فانجابَ الظلامُ بهِ
فطالما كانَ للقلبِ النقيِّ سَمَا
كم قد رفعنا بهِ الأيدي مبتهِلينَ
والدَّمعُ يَسبقُنا للرحمةِ العَظُمَا
كم ليلةٍ في دُجَاها الدُّرُّ مُنثَفِرٌ
كأنَّها الفجرُ في إشراقِهِ حُلُمَا
كأنَّها روضةٌ في النورِ زاخِرةٌ
والمسكُ يَعبُقُ من أسرارِها كَلِمَا
رمضانُ يا زائرَ الأرواحِ مُذ سَجَعَتْ
حمائمُ التوبِ في أنغامِها نَغِمَا
أَقبلتَ بالخيرِ للأكوانِ مُبتَهِجًا
والآنَ ترحلُ عنَّا، آهِ كم ظَلَمَا!
لا تَبتَعِدْ يا شُعاعَ النُّورِ عن أملٍ
فالدَّربُ مِن غيرِكَ الآهاتُ والظُّلَمَا
سَأظلُّ أذكُرُكَ العُليا تبارِكُنا
ورجعُ "يا ربِّ" لا يَهدأْ ولا صَمَمَا
فارحلْ برفقٍ، فإنَّ الروحَ ما برِحَتْ
تَحيا بِقُربِكَ في أرواحِها نَسَمَا
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
؛؛؛؛؛؛ شاعر الجنوب
(على بحر البسيط)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق