الأربعاء، 26 مارس 2025

رحلة في مفترق الطرق

رحلة في مفترق الطرق 
أناس من مختلف الشرائح  البشرية 
- إلا من رحم ربي - 
سائرون ..يتسابقون .. عابرون..
 يتألمون في رحاب الكون مضطربون 
وجوههم مكفرة وعابسة 
ينتظرون المجهول فهل تراه يأت ؟! 
لإنقاذ ما بقي من حياتهم المنبوذة 
و من كرامتهم المخنوقة  
ومن صوتهم الداخلي الأخرس 
منعزلون وفي وحدة قاتلة تجدهم ..
  يجرون الأسفار على رؤوسهم وأكتافهم  حيث همهم الوحيد اشباع أفواه عائلاتهم الفقيرة 
تحسبهم من هول الأمر  
انهم أحياء أموات !!
لا أحد يمد لهم يد المساعدة . 
وكأنهم غرباء عن أهلهم ووطنهم 
يتفوهون بالحماقات ..   
ويعلنون تحدي النفس ورؤيتها الشمولية وتفائلية قائلين  : نحن بخير 
غدا سيكون أفضل وتتحسن وضعيتنا 
وعندهم في صميم الأعماق يقرون 
 أنه لا مفر لهم من القضاء على عدوهم اللذود الفقر 
قبحه الله تعالى وأبعده عن كل النفوس الراضية بالقسمة والنصيب 
ينظرون لباب السماء كي ينشق من أجل تلبية نداءاتهم وتوسلاتهم وصرخاتهم وهيجانهم  ..
 ولايقاف سيل من الدموع المنبثقة من روحهم الرقيقة  
ومن طيبة أخلاقهم المثينة 
أعينهم محذقة  لسقف ويتمتمون .. 
في لحظات تظنهم مجانين 
أجل مجانين قلة الحيلة والعوز والحاجة 
سائرون داءرون في دوامة حلزونية تفني وتطمس ما تبقى من  عزهم وسجيتهم  
فتارة تطرحهم أرضا وتارة أخرى تتركهم شامخون انفة وعزة وايمانا 
حياتهم بسيطة في إيجاد لقمة العيش الكريم  
و بالنسبة لكماليات فلا تجد عندهم أدنى فكرة عنها ..
 المهم إملاء البطون بما قسمه الله لهم من رزق  
 ومع ذلك تراهم من الحامدين والفانعين والساجدين في دور المساجد يتعلقون وفي الاسواق يريدون شراء حاجاتهم بأرخص ثمن 
لله دركم كم تعطوننا  من دروس في الايمان والصمود والكفاح والعمل المتواصل  .
 إذ حتى في يوم الأحد أو الاعياد الدينية والوطنية والاحتفال 
 تجدونهم يرابطون عملهم 
ربما حياتهم تتطلب الجهد الجهيد 
 ليبقوا أحياء في أمنا الارض 
يتقنون كل الأعمال ويتسارعون لجفل الخير رغم دخلهم الزهيد 
أناس ترفعوا عن المادة يأكلون حلالا مصفي من عرق جبينهم   
سقط القلم !!

السفيرة د.سلوى  بنموسى 
المغرب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عندما ترفع الأقلام

عندما ترفع الأقلام لتنشد قصيدة تترجم الواقع الأفتراضي الذى نسكن فية ويدور من حولنا عندما تنبض الاقلام وتعزف أنشودة تحيى الروح في الجسد ينصت ...