✦ وما سلوت ✦
أهذا الرحيلُ جزاءُ الودِّ يا عُمري؟
أمَا سمعتمْ أنينَ البُعدِ ما فَعَلوا؟
كأنَّ قلبي على دربِ الفراقِ خَذَلْ،
فهل جزاءُ المُحبِّ الصدُّ والملَلُ؟
يا راحلينَ ودربُ الشوقِ يحملُكمْ،
هل تَشعرونَ بما في القلبِ يشتعلُ؟
هل سامعٌ نبضَ وجدٍ لا يُفارِقُني،
كأنَّ قلبيَ في ذِكراكمُ اشتغلُ؟
سافرتُمُ وتركتُم في الحشا وَلَهًا،
يمضي مع الدمعِ لا يُرجى له أجَلُ.
قد كان وعدُ الهوى دِفئًا ألوذُ به،
فصارَ بردًا على الأشواقِ يشتعِلُ.
ما خُنتُ عهدَكمُ يومًا ولا فَتُرَتْ
روحي، وإن طالَ بي في بُعدِكم خَجَلُ.
كنتُم هوايَ الذي ما زلتُ أحفظُهُ،
وفي فؤادي لكمْ بيتٌ ومُحتَمَلُ.
لم يبقَ من عُمرِ أحلامي سوى رمقٍ،
فهل نُضَيِّعُ به وصلاً ونرتحِلُ؟
عُودوا، ففي الكفِّ من نبضي مواجِعُكمْ،
والعُمرُ من دونِكمْ صمتٌ له زَجَلُ.
فهل على العهدِ تبقى الروحُ مُقسِمَةً؟
أم خانَها الشوقُ، والآمالُ تَنْخَذِلُ؟
أتُرى تُضيِّعُنا الأيّامُ عن عبثٍ؟
ومَن نُحبُّ… سُدىً في التيهِ يَرتحِلُ؟
صلاح الدين محمد الحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق