الثلاثاء، 1 يوليو 2025

الحلقة الرابعة من سلسلة الهجرة

نواصل بعون الله وفضله وتوفيقه نشر الحلقة الرابعة من سلسلة الهجرة.
حزمت قريش أمرها، واتخذت قرارها بقتل النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - قبل أن تفلت الفرصة من بين أيديها ، ويتحقق ما تخشاه ، فأعدوا مؤامرتهم لهذا الغرض الدنيء ، وأشركوا جميع القبائل في قتله ، باختيار شاب قوي من بين أبنائها ، حتى يتفرق دمه في القبائل ، ولا يقوى بنو هاشم على محاربة أهل مكة ، وقد سجل القرآن الكريم نبأ هذه المؤامرة الخسيسة في قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} [الأنفال: الآية٣٠]. 
حادث الهجرة: 
نبدأ أولا بالحديث عن أسباب النجاح لنعرف كيف غير تاريخ الهجرة النبوية مجرى التاريخ؟ فقد اتخذ النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - كل الأسباب التي تضمن نجاح هجرته إلى المدينة التي ترتب عليها قيام دولة الإسلام ، واتساع رقعتها ، وسطوع حضارتها ، ولعل أهم الأسباب هو نجاحه الباهر في إعداد المكان الذي سينزل به هو وأصحابه ، مستخدمًا كل الوسائل الممكنة من توثيق عرى العلاقات مع أهل يثرب بعقد معاهدتين عظيمتين، وإرسال داعية عظيم الكفاءة ، قوي الإيمان ، شديد الإخلاص ؛ لنشر الدين ، وجذب الأتباع هناك. والسبب الثاني من أسباب النجاح هو اختيار الوقت المناسب للهجرة ، فلم يعزم النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - على الهجرة إلا بعد أن استوثق من رسوخ إيمان أهل يثرب ، وتعهدهم بحمايته والدفاع عنه ، وذلك في بيعة العقبة الثانية ، ومن ثم لم تعد هناك حاجة لبقائه في مكة بعد أن وجد النصرة والمنعة عند أهل يثرب. والسبب الثالث هو آليات الهجرة التي اتبعها النبي في خروجه من مكة إلى المدينة ، في واحدة من أجلّ ما عرف تاريخ المغامرة في سبيل الحق والعقيدة والإيمان قوة وروعة ، وتفاصيل هذه الهجرة مذكورة في كتب السيرة ، ولسنا في حاجة إلى سردها الآن ، ولكن يمكن القول بأنها كانت سرية إلى أقصى حد، ودقيقة إلى أبعد مدى ، وضع لها النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - كل ما في وسع البشر وطاقتهم من وسائل تضمن لها النجاح ، وخطط تحقق لها التوفيق ، فإذا لم يفلح ذلك كله ، فستأتي عناية الله في اللحظة المناسبة.
ماذا  فعل الرسول - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - بعدما وصل إلى المدينة المنورة هذا ما سنتعرف إليه فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشوق عليل . بقلم ذكريات وقوافي نوفليات

الشوق عليل  ‏أنا التغريبة مساري وفي  ‏وطني القلم لن يصبح رفات  ‏من تحت الركام سطر الأحرار  ‏الواح الفخر كأنها بيد نحات ‏تفيض العيون بالدمع و...