قصة قصيرة
فى الربح والخسارة
بقلم شريف شحاته مصر
ذهب الكاتب والصحفى الشهير عابد علوان إلى منتجع الأثرياء الساحلى لقضاء أجازته وقد بدا شاردا ساهما وهو يدخن سيجاره الكوبى الفاخر أمام المسبح حتى تنبه إلى صوتها صباح الخير يا عابد باشا قام على الفور من أثر المفاجأة وصاح هدى كيف حالك أتعملين هنا ضحكت ساخرة وقالت نعم أعمل نادلة قال لها إجلسى وبالفعل جلست أمامه وقال بزفرة لم أرك منذ أيام الكفاح والنضال والنشاط السياسى الثورى أجابت بنظرة إزدراء منذ خروجى من المعتقل علمت أنك قد توافقت مع السلطة وسرت فى دروب النفاق طأطأ رأسه وقال لم أحتمل المعتقل والتنكيل بأهلى وفى النهاية لم نستطع تغيير شئ والرفاهية أفضل هكذا حسبتها ضحكت وقالت ربحت كل شيء ضحك ساخرا نعم ولكنى خسرت نفسى وأكبر الخسائر كانت نظرة الإزدراء تلك منك ومن الآخرين رغم النفاق الذى يبدو عليهم وفجأة صاح المدير بها يا هدى تجلسين وتتسامرين وكأنك نزيلة صاح عابد فى المدير كيف تجرؤ ألا ترى أنها تجلس معى أخفض المدير رأسه خجلا وقال أسف يا سيدى لم أنتبه لك ثم أضاف خذى وقتك يا هدى كما تشائين وإستأذن للإنصراف ضحكت هدى وقالت هيبتك تعم المكان قال باسما بحسرة ولكنى لاحظت هذه النظرة الحقيرة فى عينيه رغم النفاق قالت وهى تنصرف لا عليك الحياة خسارة وربح قال لها ولكن بعض الخسائر لا يمكن تعويضها أليس كذلك قالت نعم فأنت لم تعد بالنسبة لى كما كنت ثم قالت عابد باشا يطلب شئ قال لها نعم زجاجة ويسكى لو سمحت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق