السبت، 14 يونيو 2025

وشوشات الورق الأخير......

وشوشات الورق الأخير...... 

ها أنا أصلُ إلى الورقةِ الأخيرة
ذلك الركنُ الصامتُ من الدفتر،
الذي ينتظر أن أكتب عليه دون ارتباك،
كأنّه يعلم أنّ النهاية لا تُجيد الزيف.
كلُّ الكلمات التي هربت منّي في المنتصف،
عادت الآن، خجلى، تتوسّد السطور،
تسألني:
"هل ستكتبني كما أنا، أم كما أردتَ أن أكون؟"
الورقةُ الأخيرة لا تحتمل الزينة،
ولا الأكاذيب البيضاء،
هي تشبه وداعًا صادقًا... لا تسبقه خطابات،
ولا تلحقه وعود.
في هذا الحبرِ الأخير،
أسمع وشوشاتِ عمرٍ مضى:
ضحكاتٍ طويناها بين السطور،
وجروحًا كتبناها بحبرٍ خفيفٍ كي لا تُوجِعنا،
وأحلامًا علّقناها على هوامش النصوص،
علّها تنضج يومًا… لكنها ذبلت في الانتظار.
الورقةُ الأخيرة تقول كلَّ شيء،
لكن بصوتٍ منخفض،
كأنّها لا تريد أن توقظ الذاكرة،
بل فقط... تودّعها بلُطف.
أكتب الآن، لا لأبدأ شيئًا،
بل لأطوي ما تبقّى منّي،
وأضعه في قلبِ الصفحةِ الأخيرة،
حيث لا ينتهي الكلام،
لكنّنا فقط نُقرّر أن نصمت.

بقلمي: الكاتب و الأديب شتوح عثمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مـقــدسـيّ فـي الــمـهــجــر

مـقــدسـيّ فـي الــمـهــجــر هـنـاك تحت الشـمـس عــلى أراضي السّيادة عــرب وفــرس للتّوحيد والشهادة وسلسال عرش لأصحاب السمو والسعادة بسيف وف...