زيف الأقنعة
بقلمي : عزمي رمضان
الخميس 5/6/2025
واخيرا سقطت ورقة التوت وتعرت كل الحروف ، وتعرت كل المعاني والكلمات فتاهت منا اللغات في مرافئ الأبجدية
حرصنا كل الحرص أن لا نتعثر في شوارعها كي نكون على قدر من الكمال حين نريد نظم الجديد منها .
سقطت كل الادعاءات الكاذبة والصور الملونة والضحكات التي كانت تنتشر هنا وهناك كأننا نحن من ملك سعادة الكون رغم قتامة الالوان المحيطة بنا وكيف أن الأشياء تتكسر بسهولة وتتناثر هنا وهناك وكأن شهادة الوفاة قد كتبت قبل أن تنزع الروح .
لم نكن نعلم أن هذا العالم بهذا القبح القذر وان الضحكات الصفراء هي كالسيل المنهمر نلقيها جزافا هنا او هنا دون حساب وكأنها هي النقطة ونحن آخر السطر .
عذرا منكم سادة الحرف فحين تسقط الأقنعة فلا مجال أن نعيد تكوين السفر لأن الغياب يصبح في حضرة الرحيل قد يبحث عن ملاذ أو بصيص ضوء من القمر
عذرا فقد علمنا الوجع ان التاريخ حين يكون مزورا تنهض الجيف من بين المزابل لترسم من جديد شهادة من سادت عقولهم وهم اغبى البشر ، لم يعلموا أننا نجيد القراءة ما بين السطور ونعلم كيف نعيد صياغة العبر ، وان لم يعلموا فليعلموا أن القلم مهما حاولوا بأيدينا لا ينكسر .
سقطت أقنعة الزيف من كل القواعد فما عاد هناك انتظار لا لزمان ولا إحلال في مكان ولنتلمس طريق الغد الآتي بين سنابل شامخة وأخرى احنت رؤوسها كأنها العبد والعبيد والكل بهم يأتمر .
سقطت أقنعة القهر وما شاب الزيف من وعثاء السفر
نحن من اعتلينا وكنا كالنخل الباسقات طولا وترددت اسماؤنا في كل ساح ودورا
ويشهد القاصي لنا عطرا ويشهد الورد والدحنونا .
وكانت لنا من الايادي لونا ابيضا وكانت لنا القلوب دفئا وحنّونا.
هكذا نحن من نقشنا على الصخر أفعالنا وتسابقت على العطاء جوارحنا فكنا المزيد دوما ولا احد يزدرينا.
الحقوق محفوظة للكاتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق