الأربعاء، 28 مايو 2025

همسات نفسية

همسات نفسية
العقل الواعي والعقل اللاواعى
لطالما كان العقل البشري مجالًا واسعًا للبحث والتأمل، وأحد أهم المفاهيم التي برزت في فهمنا له هو تقسيم وظائفه بين العقل الواعي والعقل اللاواعي (أو الباطن). كلاهما يلعب دورًا حيويًا في تشكيل حياتنا، ولكن بطرق مختلفة تمامًا.
العقل الواعي
العقل الواعي هو الجزء الذي ندركه ونستخدمه في التفكير المنطقي والتحليل واتخاذ القرارات الواعية. إنه المسؤول عن كل ما نفعله ونحن مدركون له، مثل التخطيط للمستقبل، حل المسائل الرياضية، تذكر حدث معين، أو حتى اختيار الملابس التي سنرتديها اليوم.
خصائصه:
 * الوعي باللحظة الحالية: يعيش في الحاضر ويدرك ما يدور حولنا الآن.
 * سعة محدودة: يمكنه استيعاب عدد محدود من المعلومات في لحظة واحدة (حوالي 7 معلومات).
 * منطقي ومحلل: يعتمد على المنطق والعقلانية في معالجة المعلومات.
 * صانع القرارات: يتخذ القرارات الواعية بناءً على التحليل والتفكير.
 * يتوقف عن العمل أثناء النوم: ينام عندما ننام.
العقل اللاواعي (الباطن)
العقل اللاواعي هو الجانب الأقوى والأكثر تأثيرًا، على الرغم من أننا لا ندرك عملياته بشكل مباشر. إنه مخزن هائل للذكريات، العواطف، العادات، المعتقدات، والبرامج التي اكتسبناها على مر السنين، خاصة في سنوات حياتنا الأولى. يعمل العقل اللاواعي على مدار الساعة، حتى أثناء النوم، ويؤثر بشكل كبير على سلوكنا وتفكيرنا ومشاعرنا دون وعي منا.
خصائصه:
 * مخزن الذكريات والعادات: يخزن جميع تجاربنا وذكرياتنا الطويلة المدى، ويصنع العادات من خلال التكرار.
 * محرك العواطف والمشاعر: هو المسؤول عن عواطفنا وردود أفعالنا اللاإرادية.
 * سعة هائلة: يمكنه استيعاب مليارات المعلومات في الثانية.
 * لا يفرق بين الحقيقة والخيال: يتعامل مع ما يتخيله العقل الواعي على أنه حقيقة، وهذا يفسر قوة التخيل والتصور.
 * ينفذ الأوامر: مهمته هي تنفيذ الأوامر التي يتلقاها، سواء كانت من العقل الواعي أو من التجارب السابقة.
 * يعمل باستمرار: يعمل 24 ساعة في اليوم، سواء كنا مستيقظين أو نائمين.
 * يؤثر على الصحة النفسية والجسدية: يؤثر على حالتنا المزاجية وصحتنا بشكل عام من خلال المعتقدات المخزنة.
التفاعل بين العقل الواعي واللاواعي
العقل الواعي هو المدير الذي يضع الأهداف والتعليمات، بينما العقل اللاواعي هو الموظف العبقري الذي ينفذ هذه التعليمات بسرعة وكفاءة. العلاقة بينهما هي مفتاح تحقيق الإمكانات الكامنة لدينا. عندما يكون هناك تناغم بينهما، يمكننا تحقيق الكثير؛ أما إذا كان هناك تضارب، فإن العقل اللاواعي غالبًا ما ينتصر بسبب قوته وسعته الهائلة.
كيف يمكنك تفعيل قوة العقل الواعي واللاواعي؟
لفهم واستخدام هذه القوى بداخلك بشكل أفضل، يمكنك اتباع بعض النصائح:
 * التحدث بإيجابية مع النفس: العقل اللاواعي لا يفهم النفي. بدلًا من قول "لا أريد أن أفشل"، قل "أنا أريد أن أنجح". كرر التأكيدات الإيجابية باستمرار.
 * التخيل والتصور: تخيل أهدافك وكأنها قد تحققت بالفعل، واستحضر المشاعر الإيجابية المرتبطة بذلك. العقل اللاواعي يستجيب بقوة للصور الذهنية.
 * التأمل والتنفس العميق: يساعدان على تهدئة العقل الواعي والسماح لأفكار العقل اللاواعي بالظهور، مما يمكنك من فهمها والتعامل معها.
 * كتابة الأفكار: اكتب ما يدور في عقلك اللاواعي بسرعة ودون تفكير واعي. هذا يساعد على إيضاح الأمور والتحكم بها.
 * تغيير المعتقدات السلبية: من خلال الوعي بها ومحاولة استبدالها بمعتقدات إيجابية تدعمك وتزيد من ثقتك بنفسك.
 * النوم الكافي: الدماغ يعالج الذكريات وينظمها أثناء النوم، مما يعزز التعلم ويقوي الذاكرة.
باختصار، العقل الواعي هو بوصلتك التي توجهك، والعقل اللاواعي هو المحرك القوي الذي يدفعك. عندما تتعلم كيف تبرمج عقلك اللاواعي من خلال توجيهات إيجابية من عقلك الواعي، فإنك تفتح لنفسك أبوابًا غير محدودة للنجاح والسعادة في جميع جوانب حياتك.
تحياتي
السفير المستشار ا.د.م./ 
                عبدربه عيد عبدربه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشوق عليل . بقلم ذكريات وقوافي نوفليات

الشوق عليل  ‏أنا التغريبة مساري وفي  ‏وطني القلم لن يصبح رفات  ‏من تحت الركام سطر الأحرار  ‏الواح الفخر كأنها بيد نحات ‏تفيض العيون بالدمع و...