الخميس، 22 مايو 2025

تغريدة الشعر العربي

تغريدة الشعر العربي 
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠
[ حوار شاي و بقسماط ٠٠ !! ]
مع الشاعر و الباحث المصري محمود سلام أبو مالك ٠

فما لك أنت؟ غرِّد أنت فردًا
كأنك في السما الطيرُ الوحيدُ
.
أجل، طيرًا خُلقت وأنت تدري،
فما لك أنهكَت دمَك القيودُ؟
.
تليق بك السماءُ! فكيف ترضى 
بأن يَغتال هِمتَك القعودُ؟ 
٠٠٠٠٠
في هذه التغريدة الشعرية نحاول أن نفكك و نحلل جوانب من شخصية شاعر له توجهات تأصيلة مع فن الشعر و جمال اللغة من خلال لوحاته الفنية التي تمثل اتجاهات و تطورات مراحل الشعر في عباءة اللغة و الدمج الجمالي الفلسفي في تصدير رؤيته كرسالة لهذا الفن الأول هكذا ٠٠  

أليس هو القائل :
طرقتُ الباب لم تفتح وهأنذا على الأعرافْ
أخاف أقشرُ المعنى، ومن لغة الضباب أخافْ
ونصف الصوت نصف الصمت يا... تبّت يدا الأنصافْ ! ٠

* نبذة :
محمود سلام أبو مالك، لُغويٌّ وشاعر، مؤسس مبادرة "صحّح لغتك"، وباحث ماجستير في النحو والصرف والعروض، واستشاري لغة ورئيس قسم الرقابة اللغوية بشركة "رواة".

* صدر له :
ديوان صوتيٌّ فصيح، وديوانان بالعامية المصرية: «رباعيات ونوس» و«رباعيات القاهرة» وله منظومة «الألفية» في الأخطاء اللغوية.

* مختارات من شعره :
 نتوقف مع شاعرنا المحلق محمود سلام أبو مالك من خلال هذا النص( حرق ) الذي يحمل دلالات فلسفية جمالية مفعمة بروح صدق الاحاسيس المؤثرة عندما نتناول تلك المفردات و الصور في تلقائية حوار راق ٍ يستنتج  من فيوضاته تساؤلات تذكرنا بعهد إيليا أبي ماضي في حيرة و دهشة حول ثنائية الواقع و الخيال و يصف لنا ذاك النور في المشهد :
أيُّنا «محمودُ» قل لي يا صديقْ
مَن رأى النورَ ومَن ضل الطريق؟
.
أيُّنا مِنا «أنا»؟
-قل لي- 
فإنِّي بقاعِ الجُبِّ ما زلتُ غريقْ!
.
مَن بنور الله يسعى شعلةً
أم بكاس النفس يفنى لا يفيقْ؟
.
مَن سما حدَّ السما بالروحِ 
أمْ مَن بهذا الطينِ بالوحلِ لَصيقْ؟
.
مَن تلالا برقه لا قلبُهُ!
إن خبا القلبُ فما نفعُ البريقْ؟
.
في براحِ الخلدِ يحيا آدمًا
مَن يبيع الخلد في الدنيا بضيقْ؟
.
«ولَثَمنا خُلسةً تفاحها»
منذُها والخصفُ منا في طفوقْ
.
سوءةٌ بانت، وقيدٌ لازمٌ
فاخصِفِ الأوراقَ واذهب يا طليقْ!
.
لا تُسامُ النفسُ إلا وُسعَها 
وادَّعينا كَذِبًا أنْ لا نُطيقْ!
.
كفراشاتٍ خلقنا 
ريثما نقصدُ الأزهار 
نمتصُّ «الرحيقْ»
.
فعَدَونا فقلَبنا حَرفَها
ثم حُمنا حول شُبْهاتِ «الحريقْ»
.
ذا دمي عمري
وذا عمري دمي
بئسَ عمرٌ تحت أقدامٍ أُريقْ!

***
و في قصيدة أخرى يكشف شاعرنا المبدع محمود سلام أبو مالك لنا مدى علاقة القديم و الجديد الذي يريد البعض الانتصار لمذهب على أخر و لا سيما مذهب الجديد و الحداثة و يظلم خصائص و أسس الوزن الخليلي من خلال المعاصرة التي تتصدر الفنون الجميلة دون البناء على الموروث الأصيل لمصادر الأدب فيترجم رؤيته شعرا يستوعب تجربته في واقعية :
قالوا "جديدٌ" قلت: مَن جدَّدهْ؟
فما القديمُ؟ ثُم مَن حدَّدهْ؟
.
يا فتنةَ الألقاب يا شهوةً
لما تزل في أنفسٍ موقدةْ
سبَت عقولًا، ثم ها هيَ ذي
تطّلع الآنَ على الأفئدةْ
.
ذرهم إذًا في خوضهم يلعبوا
ذرها عليهم هكذا موصدةْ
ونم قرير العين، واشدُ بما
يفيض من شعرِك في الأوردةْ
.
فما عجيبٌ أن يُرى راقصًا
ينسابُ معْ قيدٍ ومعْ أعمدةْ
جذوره في الأرض ضاربةٌ
فروعه إلى السما مُصعِدةْ
.
أنت العموديُّ الذي حينما 
قالوا بجهلٍ عنه: ما أجمدَهْ!
أعادت الأحرف تشكيلَها
وصدحت بالحق "ما أمجدَهْ!"
.

و في نهاية رحلة المطاف مع شاعرنا محمود سلام أبو مالك الذي جسد جوانب و زوايا من معادلة الوافي في شفافية واقعية و فلسفية جمالية تختصر لنا ماهية الأشياء دائما ٠ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسم هوايا ومهجتي .. بقلم أ. لمياء العلي ...

ارسم هوايا ومهجتي  كحلم على ورق الشجر نداه يطبب دمعتي وتاج وضعته كالبدر يضيء ظلامي بالدروب ونقش عشقه في الصدر وألف آه على دمعتي لما أفيق على...