"حين يُقصَفُ الحُلمُ بالمِعول: مرثيّة وطنٍ كان يصنع الحياة"
بقلم: جــــــــبران العـــــــشملي
«ــــــــــــــــ※※ـــــــــ♥ــــــــــــــــ※※ــــــــــــــ»
في موضعٍ ما من هذا الكوكب،
وقف الإنسان على أطلال مصنع،
وسأل الحطام: كم بقي فيك من الحياة؟
فأجاب الصمت بصوت الدخان:
"كنتُ وطنًا يُصنَع، فأصبحتُ رمادًا يُراقَب."
أي فكرٍ ذاك الذي يرى في الصناعة تهديدًا،
وفي الخبز خصومة،
وفي المِعول خصمًا؟
أيُّ يدٍ تمتدُّ إلى آلةٍ لا تصرخ،
لكنها تطعم الأفواه،
وتخيط قميص الأرض؟
الحرب ليست فقط من يقتل الجسد،
بل من يكسر عجلة الزمن،
ويوقف نبض الحديد،
ويمنع القرى من أن تحلمَ بمحراث.
لقد هُوجِمَ اليمنُ لا بالسلاح وحده،
بل بالفكر الذي يخشى الحياة،
وبالقلب الذي يكره البناء،
وبالعين التي لا ترى في الضوء إلا عدوًا.
إدانتي ليست صرخة، بل وعي:
أن كل قذيفةٍ على مصنع،
هي قذيفة على المستقبل،
على فكرة الاكتفاء،
على قدرة الإنسان أن يقول:
"أنا أخلق من التراب نهوضًا."
بقلم: جــــــــبران العشملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق