حين تخنقك البراثن الصامتة......
تجلس هناك، لا صراخ، لا دموع، فقط سكونٌ يُطبق على صدرك كأن العالم كله انعقد حولك في قبضة لا تُرى.
تتسلل البراثن إلى داخلك، ليست بأسنان ولا أظافر، بل بنظراتٍ خافتة، بكلماتٍ لم تُقال، وبأحلامٍ تُكسر في هدوء الليل.
الخطر ليس في الضجيج، بل في الصمت، حين يتحول إلى سلاح،
حين تصير الوحدة حضنًا خانقًا، لا تجد فيه حتى ظلك.
تغرق في محيطٍ من اللاشيء، والبراثن تزداد إحكامًا،
تسحبك من روحك ببطء، ولا أحد يلحظك… لأن الصمت لا يُسمع.
لكنك رغم كل شيء، تقاوم.
بهمسة، بنظرة، بنَفَسٍ يتسلل من بين أنياب اليأس،
لأنك تعرف — أن البراثن مهما اشتدت،
لن تقوى على خنق الروح التي ترفض أن تموت بصمت.
بقلمي: الكاتب و الأديب شتوح عثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق