هنا غزة
هنا التاريخ يرويه نداء مؤذنٍ قد كان يبحث عن ضمائرنا وعن أشباه معتصم ولما لم يجد أحداً تسلل في شوارعها
هنا التاريخ لم يوقف مسيرته ولم يأخذ إجازته ولم يخلع عباءته ولم ينزع عمامته ولم يعلن براءته من الأسماء والألقاب إذ تُذكر
هنا التاريخ يحكي قصةً أخرى عن العزة (هنا غزة)
هنا التاريخ تكتبه أنامل طفلة قالت لدميتها: تعالي دميتي نلعب فأختي لم تزل في الدار نائمة ولون سريرها أحمر
وحين نظرت في المرآة ..مرآتي محطمةٌ ..رأيتُ ضفائري تغبر ووجهي لونه أحمر وصوتي لونه أحمر وأمي ليس تسمعني ...أناديها فلا تحضر
لقد كانت تغني لي وتخبرني بأن أبي أحب البحر في غزة وأن البحر ناداه ...وقد أبحر
ويوماً ما سنلقاه ليسقينا من الكوثر ...تُرى هل أَبْحَرَتْ مِعَهُ؟!
وجدي صام أياماً وما أفطر
تعالي سوف نُطعمه فهاتي خبزنا الأسمر وهاتي الزيت والزيتون والزعتر ...وهاتي الشاي والسكر
وأختي لم تزل في الدار نائمة ...تعالي سوف نوقظها ...تعالي قبل أن تكبر..لنتبع أمنا أيضاٍ هي الأخرى تحب البحر في غزة
هنا غزة
تُفجَّر مساجدها ..تُفجَّر مآذنها والمُنادي إذ كبّر هنا غزة ..هنا غزة
(سلافة خلوصي بسيسو)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق