مقال
صراع ثقافات
شريف شحاته مصر
نختلف مع الغرب كثيرا ولكن للأمانة العالم كان فى حاجة ماسة إلى الفوضى الخلاقة فقد عم الفساد وإختلطت الأوراق وتحطمت الأمال وكثر الإجرام وتفحل فى نظام عالمى فاسد وفاشل وإجرامى بل وإرهابى أيضا وكان لابد من فوضى تبدأ فى الشرق الأوسط محور العالم ثم تنتقل إلى شتى بقاع الأرض كان لابد من تغيير شامل بعد فوضى عارمة يبدأ من نقطة الإرتكاز أو محور العالم حتى يعاد ترتيب الأوراق وتحجيم الفساد ومن ثم إعادة هيكلة وتنظيم النظام العالمى من جديد فالعالم الآن أكبر من قطب واحد أو خمس أقطاب العالم أصبح أكبر من الفيتو وسيطرة الإحتلال وخاصة بعد ثورة المعلومات وكشف المستور وبعد خلع الأقنعة عن العالم الفاسد وهو الآن فى حاجة ماسة إلى عودة بعض الجذور الأخلاقية والدينية والإنسانية كان لابد من ضحايا وحرائق وإضطرابات وحروب حتى يظهر الخبث والزبد ومن ثم عودة ما ينفع الناس ولو قليلاً.
لا شك أن الأعاصير مدمرة والعواصف قاتلة والحرائق قاسية وكلها تزيل وتقتلع البنايات الآيلة للسقوط والأشجار الخبيثة وتحريك المياه الراكدة الآسنة العفنة والفساد المتراكم فوق بعضه لا يجدى معه التطهير والتنظيف بل لابد من إقتلاعه بالعنف تارة والحرق تارة وبالتدمير تارة أخرى.
أفضل الأجواء بعد العواصف والأنواء وأفضل سكينة بعد الأعاصير والعواصف والبناء السليم للعالم أعظم كثيرا من ترميم الأنظمة العالمية الآيلة للسقوط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق