الخميس، 27 مارس 2025

«(٢٧)» نفحات وتجليات رمضانية «(٢٧)»★(هل نحن رجال حقا)★

«(٢٧)» نفحات وتجليات رمضانية «(٢٧)»
★(هل نحن رجال حقا)★د/علوي القاضي★
... أيها الأحباب ، وصلا بما سبق فإن الرجولة ، صمودٌ أمام الملهيات ، واستعلاء على المغريات ، حذراً من يوم عصيب ، يشيب فيه الولدان وتتبدل الأرض غير الأرض والسماوات ، قال الله تعالى ، (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلابَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)
... الرجولة ، رأيٌ سديد ، وكلمة طيبة ، ومروءةٌ وشهامةٌ ، وتعاون وتضامن
... الرجولة ، ليست تطويل للشوارب ، ورفع الصوت والصياح ، وليست عرض للقوة والعضلات
... إن الرجال لن يتربوا إلا في ظلال العقائد الراسخة ، والفضائل الثابتة ، والأخلاق الحسنة
... الرجال ، لن يتربوا إلا في ظلال بيوت الله ، في ظلال القرٱن والسنة النبوية
... الرجال هم الذين يَصدُقون في عهودهم ، ويوفون بوعودهم ، ويثبتون على الطريق ، قال الله تعالى ، (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) 
... الرجال ، لا يُقاسون بضخامة أجسادهم وبهاء صورهم ، وقوة أجسامهم فعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال (أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد على شجرةٍ أمره أن يأتيه منها بشيء ، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود ، حين صعد الشجرة فضحكوا من دقة ساقيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (أتعجبون من دقّة ساقيه ؟! ، إنّهما أثقل في الميزان من جبل أحد)
... الرجال ، هم الذين يعلمون علم اليقين أن حال الأمة لايمكن تغييره إلا بصلاح الأفراد وإيجاد الرجال ، قال تعالى ، (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )
... أحبابي ، إعلموا أنه عند الأزمات تشتد الحاجة لوجود الرجال الحقيقيين ، عند الفتن نحتاج إلى رجال يثبتون على الحق ، ويدافعون عن الحق ، ولايخافون في الله لومة لائم ، قال الله تعالى ، (قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)
... حاصر خالد بن الوليد (الحيرة) ، وطلب من أبي بكر مدداً ، فما أمده إلا بـ (رجل) واحد هو القعقاع بن عمرو التميمي وقال ، (لايهزم جيش فيه مثله) ، وكان يقول ، (لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف مقاتل !)
، ولما طلب عمرو بن العاص المدد من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في فتح مصر كتب إليه ، (أما بعد ، فإني أمددتك بأربعة آلاف رجل ، على كل ألف : رجل منهم مقام الألف : الزبير بن العوام ، والمقداد بن عمرو ، وعبادة بن الصامت ، ومسلمة بن مخلد)
... أحبابي ، إن خير ما تقوم به أي دولة لشعبها ، وأعظم ماتقوم عليه منهج تعليمي ، وأفضل ما تتعاون عليه أدوات التوجيه كلها من صحافة وإذاعة ، ومسجد ومدرسة ، هو صناعة لهذه الرجولة ، وتربية هذا الطراز من الرجال
... وكل عام وحضراتكم بخير
... تحياتي ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسم هوايا ومهجتي .. بقلم أ. لمياء العلي ...

ارسم هوايا ومهجتي  كحلم على ورق الشجر نداه يطبب دمعتي وتاج وضعته كالبدر يضيء ظلامي بالدروب ونقش عشقه في الصدر وألف آه على دمعتي لما أفيق على...