المدينة البعيدة......
في مكانٍ ما، خلف الجبال التي تعانق السماء، وبين السهول التي تهمس للرياح، هناك مدينة بعيدة… مدينةٌ يسكنها الحلم، وتغمرها أضواء الأمل. تبدو كسرابٍ يلوّح للعابرين، وكأنها واحةٌ للقلوب المتعبة، لكنها بعيدة… بعيدة كأنها جزءٌ من السماء، لا تطالها الأيدي، ولا تعبرها الخطى.
في تلك المدينة، الشوارع لا تعرف الضجيج، والأزقة تنبض بحكايات العابرين، والمنازل تعكس دفء الذكريات. يسير الناس هناك بلا خوف، تحيطهم النجوم كأنها مصابيح ترشدهم إلى طريق الطمأنينة. لا أحد يهرول خلف الوقت، فالزمن في تلك المدينة لا يفرّ، بل يمشي الهوينى مع أرواح أهلها، كأنه صديقٌ قديم.
أحلم بها كل ليلة، أراها بين سطور الحنين، وأشعر بنسيمها يلامس وجهي كلما أغمضت عيني. لكن حين أفتحها، أجد نفسي هنا… في مدينة أخرى، تغرق في الزحام، وتمتلئ بالأصوات المتداخلة، حيث الوقت لا ينتظر، والأحلام لا تجد متسعًا للنمو.
لكنني ما زلت أؤمن أن المدينة البعيدة ليست مجرد مكان… بل هي شعورٌ، وطنٌ يسكن القلب، وربما يومًا ما، سأجد طريقي إليها.
بقلمي :الكاتب و الأديب شتوح عثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق