السبت، 29 مارس 2025

فرحة العيد في تركي

فرحة العيد في تركي
تحتفل قريتي بعيد لا يشابه الأعياد إنه عيد الفطر المبارك... عيد البهجة والخير والمرح والسرور... عيد صلة الرحم وعيد الابتسامة والتلاقي بين أهالي القرية جمعاء.
تصدح المئذنة في كل مكان بأصوات التكبيرات الرائعة، التي تملأ الدنيا سحرا، وتعطي للعيد نكهته الخاصة، وتجعل منه درسا إيمانيا رائعا، تسمو فيه النفوس والأرواح إلي بارئها.
استيقظ يوسف مبكرا في صباح العيد، وهو يشعر بفرحة غامرة تملأ قلبه الصغير. ارتدى ثوبه الجديد الذي اشترته له والدته قبل أيام، ثم هرع إلى والديه ليقبلهما، فاحتضناه بحب ودعوا له بالسعادة.
خرج يوسف مع ابيه إلى المقهى، حيث امتلأ المكان بالناس، الكبار والصغار، يهنئون بعضهم ببهجة. وبعد صلاة العيد، وقفا في صف التهنئات بعيد الفطر المجيد أمام الجامع، هذه عادة فريدة من نوعها في تراب تونس، ليصافحا ويقبلا من حضر من أهل القرية وبعدها قصدا مقبرة القرية لقراءة الفاتحة على الأموات ثم زارا أقاربهما وعادا إلى المنزل ليجد يوسف المائدة مليئة بأشهى الحلويات والكعك الذي أعدته والدته بحب.
لم يكن الفتى ينتظر الحلوى فحسب، بل كان متحمسا أيضا للمهبة! وبالفعل، نال نصيبه من جده ووالده وأعمامه، فشكرهم بسعادة، وقرر أن يشتري بها هدية لأخته الصغيرة.
بعد الإفطار، خرج مع أصدقائه إلى الحي، حيث وزعوا الحلوى على الأطفال الفقراء، وشعر يوسف بسعادة غامرة وهو يرى الابتسامة ترتسم على وجوههم. فهم في ذلك اليوم، أن العيد ليس فقط فرحة الملابس الجديدة والهدايا، بل هو فرحة العطاء ورسم السعادة على وجوه الآخرين.
عاد يوسف إلى البيت متعبا لكنه سعيد، وأخبر والدته بما فعله. نظرت إليه بفخر وقالت: "هذا هو المعنى الحقيقي للعيد يا بني، أن تفرح وتفرح غيرك".
ابتسم يوسف وعاهد نفسه أن يجعل من كل عيد فرصة لنشر البهجة في قلوب من حوله...
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
تونس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طفولتي .. بقلم سعيدة لفكيري

طفولتي  إحكي يا زمان  عن طفولتي  وأنا صغيرة  في الحي ألعب  ذكريات وحكايات جميلة  يأخدني الشوق والحنين إليها  في كل وقت و حين  تخطر في الأدها...