#٠رسالَةٌ٠إلى٠رُوحِ٠أمِّي٠٠٠
#٠بمناسبة٠عيد٠الأم٠٠٠
بعد مرور _29_ عاما على رحيلك أمي ؛ قررت _بمناسبة اليوم العالمي للأم_ أن أبعث لك بهذه الرسالة/القصيدة على أمواج الفضاء الأزرق ٠ وأنا أدرك تمام الإدراك أنك لم تسمعي قط بهذا العيد الأممي ولا يوما طيلة حياتك احتفلت به ٠٠٠ كما أعرف أنك لن تقرئي هذه الكلمات ٠ ولكن أدرك تماما أنك تستطيعين ايصالها إلى قلبك الطيب كما أريدُ لها أن تصل ٠٠٠
كلمات هذه الرسالة أحملها في أعماق فؤادي كأنني أحمل الدهر كله ٠ ولكن لا أملك ما يكفي من الشجاعة ورباطة الجأش ؛ لأبوح لك بكل ما بات يصول ويجول في خاطري ٠ لأنني أعرف تمام المعرفة أنك لم تكوني _طيلة حياتك_ تحتملين ضجيج الكلمات ٠ ربما لم يكن صدر الكلمات يتسع لما يموج في رحابة صدرك ٠ وربما اكتشفتِ مبكرا أن الكلمات تقتل الروح وتخنق المشاعر والأحاسيس ٠٠٠ نعم يا أمي ؛ أعرف هذا جيدا وأعرف أيضا أنك كنت تُتقنين الحديث بلغة الصمت ٠ حتى أضحى الصمت لغة التداول فيما بيننا ، نستعين به حينما نفتقد بوصلة اللقاء والإلتقاء ٠٠٠
وللحقيقة والتاريخ ، ولأول مرة في حياتي أكتب لك رسالة مكشوفة بلمسة من أنامل يدي ٠ وأنا أعرف جيدا أنك لن تقرئيها كما لم تقرئي _من قبل ومن بعد_ حرفا أبدا ٠ لكن ؛ ولدواعي روحية أحتفظ بها لنفسي ؛ قررت مع سبق الإصرار والترصد أن أمتطي صهوة القرطاس والقلم على شاشة هاتفي ، وأصول ثم أجول في خاطري لعلني أبلغ مبلغ القمم ، فأستيقظ ذات يوم بل وكل يوم ؛ وأجدك ذاكرة حية تستوطنين أعماق قلبي كلما صحوت على وقع ذكراك ٠
دمت حية في ذاكرة أيامي ٠٠٠
دمت حبلا متينا في شرايين دمي
دمت روحا متقدة تسري مسرى الدم
في ذبذبات أفراحي وأتراحي ٠٠٠
ولا عاش من خان ذكراك يا أمي ٠٠٠
وإلى الملتقى في روضة العشاق ٠٠٠
إلى اللقاء في رحاب الفردوس الأعلى
وداعا ؛ وإلى اللقاء ٠٠٠ يا أمي ٠٠/٠
#٠إلَيكِ٠أُمِّي٠نَصَّ٠رِسالَتِي٠٠٠
فِي خَرِيفِ العُمرِ ٠٠٠
باتَ غُبارُ الوَقتِ ٠٠٠
يَنثُرُنِي علَى صَدرِ أمُّي
فأنبُتُ رَبيعًا يافِعًا
علَى أورَاقِ الغَيمِ
وأَحصُدُنِي سَنابِلَ قَمحٍ
تَتَرَنَّحُ تَحتَ أشِعَّةِ ٠٠٠
النَّجمِ القُطبِي ٠
لَكِن بَعدَ مُرُورِ الوَقتِ
أجِدُنِي ؛ وَقَد تَحوَّلتُ
إلَى سَنابِل دَمعٍ ٠٠٠
تَنبُتُ فِي وَاحاتِ زَرعٍ
لَا تُرِيدُ أَن تَرتَوِي ٠
ومُنذُ الأمسِ البَعيدِ
عِندَما سَقَطَ رَأْسِي
كانَت أُمِّي تَزُفُّنِي عَرِيسًا
جامِحًا لِفَرَسِها القادِمِ ٠٠
مِن أعَالِي قِمَمِ المَجدِ ٠
وَقَد ارتَأَت ذَاتَ أمسٍ ٠٠
أن تَحتَفِي بلَوازِمِ الأُنسِ
فَاقتَنَت عَلى ذِمَّةِ الصَّفحِ
مِرآةً مِن فَصِيلَةِ البِلَّورِ ٠٠٠
مُصَفَّحَة ضِدَّ رَصاصِ الغَدرِ
وفُستانًا جَدِيدًا ٠٠
مِنَ الأبيَضِ القانِي
يَلِيقُ بٍكُلِّ الألوَانِ ٠
فَيَالَيتَنِي دَفَنتُنِي مَعَك
يَالَيتَنِي لَبِستُ عُنوانَ
أحزَانِي بِحَضرَتِك ٠٠٠
آهٍ ؛ ثمَّ آهٍ ؛ ثمَّ آهٍ
كَم أشتاقُكِ أُمِّي
أشتاقُكِ أن نَرقُدَا معًا
أنَا وَأنتِ بِكامِلِ الأنَاقَة
داخِلَ روضَة العُشَّاقِ ٠
فَأنَا أَحتاجُ اليَومَ ٠٠
لِألفِ عامٍ من النَّومِ
على صَدرِ يَومِك ٠٠
أحتاجُ لِألفِ عامٍ وَنيِّف
مَن البُكاءِ علَى صَدرِك ٠
وقَد سَأَلتُكِ ذاتَ حُلمٍ
لِماذَا كلُّ العَذابَات ٠٠
باتت تَعرِفُنِي ٠٠٠!؟؟
فَهَل تَذكُرِينَ يَاأمِّي ٠٠٠!؟؟
هَل تَذكُرِينَ كَيفَ أَمسَيتُ
مِثل لَيلٍ لا يلينٍ ٠٠٠!؟؟
النُّجومُ تُراقِبُني ٠٠٠
فِي كلِّ الأمَاكِن ٠٠٠!؟؟
وَتُضِيءُ عَتَمَةَ لَيلِي
اللًّامُتَوازِن ٠٠٠!؟؟
وقَد باتَ الرَّبيعُ ٠٠٠
صُوَرًا بَاهِتَةً بِلَا مَعنَى
فِي دُرُوبِ الَّليلِ يَتغَنَّى
بَينَما كانَ الجَميعُ
يَتَلاشَى فِي عَينِي
وَحدَكِ أُمِّي ٠٠٠
كُنتِ الشَّريطَ الواضِحَ
في مَآقِي الحَزينَة ٠٠/٠
#٠أحمد٠الماخوخي٠٠٠
#٠فاس_20_03_2025_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق