الأربعاء، 23 يوليو 2025

- حين تنطق الذكرى قبل الحرف -

- حين تنطق الذكرى قبل الحرف -
هناك في مكان ما
وجدت نفسي التي هي أنا
تائهة بين أوراق الخريف
تدوس على آهاتٍ
زُرِعت من عبق التاريخ
دموعٌ مسافرة على أجنحة الربيع
تفرُّ من غضب الحروف
تأن بصمت أخرس
يا وجعَ المدى في صدر القصيدة
كم خبأتُ في عيون الليل صمتي؟
وكم تركتُ على ضفاف الريح وجهي؟
ضعتُ في دروبٍ ليس فيها
غير صدى أنفاسي المكسورة
ألاعب وحشة الوقت براحتي
وأجمع بقايا العمر من مرايا الغياب
أصرخُ... فلا يسمعني سوى ظلي
أُشكي... فلا يصدقني سوى دمعي
أعودُ إلى نفسي كطفلة
كأنها زهرة قطفت بلا ذنب
أمد يدي إلى الأمس فلا أمس بادي
أمد قلبي إلى الغد فلا غد ينادي
هنا، حيث يتربص الحنين كوحشٍ
ينهش بقايا أحلامي 
أكتبني قصيدةً لم تولد
وأدفنني بيتاً بلا نهاية
عل الذين يمرّون من هنا
يبكون بعضي...
ثم يسقون التراب بي...
فيرتوي الغياب بي أكثر!

أنا...
أنا من علّقت قلبي على مسامير الريح
وتركت حنيني يتدلّى
يخيف العابرين
يذكرهم أن وراء كل وردة
شوكةٌ تنتظر غفلة الأصابع
أصغي لضوضاء الذكريات
وهي تخدش نافذتي بأظافر من رماد
توقظني من حلمٍ خائف
وتذكرني أن ليس للراحلين بابٌ منه يعودون 
ليس للدمع وطن يسكنه غير خدي
ليتني كنتُ ورقةً
تدلت من شجرة العمر في عزّ الريح
ليت الرياح تحملني حيث لا ذاكرة
ولا عيون تفضح حزني
ولا قلبٌ يسأل: مَن أنا؟
هكذا أبقى
أزرع على صدر الليل أنيني
وأطرّز قصائدي بشهقة حلم
أي سماء تحتويني؟
واي قصيدة تنضم ابياتي؟
إن بكى قارئي
فليعلم أنني بالبكاء سبقته
وأن كل دمعةٍ سالت من عينيه
هي حبر
كتبتُ به اسمي على صفحة الغياب
كذكرى تسافر بين الحنين والسلام
 بقلم نادية مصوابي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وصال الهمس

وصال الهمس لست ارى الحب الا مؤنس                  له ثياب مزركشة إشعاع الشمس  و قد شرق حين ولى الهوى                  بدأنا نناقش حبات من ال...