حكاية فيها صور
محمد حسام الدين دويدري
_________
في تضاريس الوجوه رماد تاريخ عَبَر
ساكباً سيل الحكايا
والقضايا والفِكَر
لم يزل يغشى رؤانا
لم يزل يسقي ربانا
من غمامات المطر
لم يزل يغزو حمانا
بالنوايا والخطر
وادّعاءات التحضّر
في خلافات البشر
بين ساحات المصالح
والرغائب والنوازع
والكدر
* * *
في تضاريس الوجوه وجدت نوراً للقمر
وظلّ أغصانٍ تهادت بالزهور وبالثمر
وطيف آلاف العصور على دهاليز الحجر
وعالماً فيه الصراع على السراب المنتَظَر
وحزمة من أمنيات وهمها يغوي النظر
ليغوص في عسف الصراع بلا حصاد أو ظَفَر
متناسياً أنّ الحياة قصيرةٌ
وأنه ركن بسيط في زمان قاحل
واهي الصِغَر
سينطوي بين الوجوه الذائبات بلا أثر
هو الختام يذوب في عمق التراب
في برزخ يخشى الحساب
ولا مَفَر
لتظلّ آهات الصدور تذوب في القلب الأغرّ
تختار مَورد سعيها المحموم في عمق الخطر
في ليل حزن
يستضيء بنبض من عاش الحياة تجارباً
ومزالقاً لا تُغتَفر
هي ساحة الدنيا لهاث ولهيف و خفر
وضجيج عمر مستباح
وزروع و سحاب... ومطر
وتَغَنٍّ في صدى الأحلام
أو شدو الوتر
وانتظار للمعاني في سماء الشعر
وفي لحن عَثَر
* * *
في غابة الحقد استطالت سطوة رقطاء
يسكنها القذر
كانت تطيح بكلّ قلب بين أشواك المهانة
والرماد المستعر
تلهو بأسمال الخديعة
والشعارات المراقة في متاهات العقول
بلا عِبَر
تسطو على نبض القلوب
مثيرة شر الشرر
بين الحواري والحقول
وعتم أقبية العذاب المبتَكَر
وبين أنياب الصراع المنفجر
وفوق أنفاق النفاق المنتشر
وضجيج ألحان تمجد سطوة السلطان
في كلّ البؤر
وتواطؤ الصحف البهية
واللسان الكاذب المسعور يقفر بالحفر
بين شاسات الخداع
و في إذاعات التكالب والصور
وابتسامات الذئاب
أمام أسماع أذيبت
كل يوم بخبر
ترسم الوجه الأثيم بألف لون خادع
يغوي البشر
لتقول : كلّ الصامتين من البشر
يرون قصة ظلمهم إغفاءة فيها نظر
فالصبر أمر مختصر
والعجز أمر مختصر
والذلّ في الدنيا قدر
فيما الملايين مضت سكرى
تصفق للتماثيل القميئة
فوق ساحات المدائن
في نفاق قد عَثَر
رغم آلاف الطوابير الحزينة
واحتراق العمر
وغبار الضجر
خلف أحلام الرغيف المفتخر
كلّ من في حانة القهر استكان
فما أثير ولا حضر
لكن من رفض المهانة جرحه رعد
يزمجر باللهيب إذا استعر
رفض الخداع وسَورة الظلم الملطّخ بالكدر
في غابة النهب المحاطة بالشياطين
التي تسعى إلى كسب الدراهم والدرر
هي قصة الصبر العقيم إذا انكسر
غصّت بآهات تزمجر
في متاهات يضيع بها الأثر
تلك القفار مدانة
في غيظها حُشِدَت وحوش
في تصاوير البشر
كانت تحاصر كل شبر باللهيب وبالخطر
وترى مساحات البلاد رماد أحلام اللهاث
وصوت من عانى الصراخ
ومن عثر
وأنين من ذابوا ومن غابوا
فكان صراخهم لايُغتَفر
غاب المغيّْب في كهوف الصلب والإسمنت
فالدنيا سَفَر
فيها القَويّ يرى الحياة تغطرساً وتوحّشاً
تحلو له
مابين ظفر ظامئ
ونابٍ ناب عن وحش كفر
تلك الحياة فلا تعشها ظالماً بين البشر
واغسل يديك بنور قلب يصطفي العيش الأغر
فاسلم من الآثام واكتب سفر من صانوا الأثر
..........
٢١ / ٧ / ٢٠٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق