مع كتاب الموتى ٠٠!! /
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
( الحلقة الثالثة )
(قوانين الماعت - العدل - ال ٤٢)
- أنا لم ألعن أحداً بكلمة أو فعل ٠
- أنا لم أضع نفسي موضع شبهات ٠
- أنا لم أخطف لقمة من فم طفل ٠
- أنا لم أتصرف بكبر و غطرسة ٠
---------
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
مازال حديثنا موصلا مع فكرة الحساب بعد الموت من خلال فلسفة المصري القديم ، كما نقرأ في ( كتاب الموتى ) و مدى الإيمان بالبعث و الحساب ، في إطار معتقداتنا اليوم ومعتقدات المصري القديم ، في شبه و تماثل كبير نلمسه من تداعيات جوهر المشهد و الموقف هكذا ٠٠
ففي حين كان قدماء المصريين يعتقدون في البعث والمثول أمام هيئة قضائية مشكلة من ٤٢ قاضياً يعترف الميت أمامهم بأنه لم يسرق، ولم يقتل أحد، ولم يكذب، ولم، ولم، وكل ما لم يكن يفعله من سيئات في حياته في الدنيا، نجد أن الديانات القديمة الثلاث و التي ظهرت بعد الحضارة المصرية القديمة، تتفق بكل مذاهبها و توجهاتها على فكرة رئيسية يقوم عليها مبدأ الإيمان، و هي مسألة البعث بعد الموت و الحساب بين يدي الإله الخالق لكل شيء، و إذا ما أزيلت هذه الفكرة الأساسية، ينهار بناء الأديان كلياً ٠
نجد أن (قوانين الماعت ال ٤٢) قد كُتبت على لسان أرواح الموتى الذين انتقلوا إلى العالم الآخر ، و هم يقفون في قاعة الماعت (العدل) يوم الحساب؛ أي أن تلك القوانين لم تفرض على الإنسان من الخارج ، و إنما هي نابعة من داخله .
لا يحتاج الإنسان إلى قواعد أخلاقية تفرض عليه من الخارج ، لأن بداخله الضمير جوهر الفضيلة، و ما عليه سوى تفعيل الضمير ، و هذا ما فعله قدماء المصريين.
و إليك عزيزي الصديق الحميم قوانين الماعت ال 42 كما جاءت مترجمة في الكتاب الذي بين أيدينا على النحو التالي :
1- أنا لم أرتكب خطيئة
2- أنا لم أسلب الآخرين ممتلكاتهم بالإكراه
3- أنا لم أسرق
4- أنا لم أقتل
5- أنا لم أسرق الطعام
6- أنا لم أختلس القرابين
7- أنا لم أسرق ممتلكات المعبد
8- أنا لم أكذب
9- أنا لم أخطف الطعام
10- أنا لم ألعن (أشتم)
11- أنا لم أغلق أذنَي عن سماع كلمات الحق
12- أنا لم أزنِ
13- أنا لم أتسبب في بكاء الآخرين (إيذاء مشاعر الآخرين )
14- أنا لم أنتحب (أحزن) بدون سبب
15- أنا لم أعتدِ على أحد
16- أنا لم أغش (أخدع) أحد
17- أنا لم أغتصب أرض أحد
18- أنا لم أتنصت (أتجسس) على أحد
19- أنا لم ألفق تهمة لأحد
20- أنا لم أغضب بدون سبب
21- أنا لم أغوِ زوجة أحد
22- أنا لم أدنس (ألوث) جسدي
23- أنا لم أقم بإرهاب أحد
24- أنا لم أخالف القانون
25- أنا لم أتمادَ فى الغضب
26- أنا لم ألعن (أشتم) النترو
27- أنا لم أستخدم العنف ضد أحد
28- أنا لم أهدد السلام
29- أنا لم أتصرف بغوغائية (بدون تفكير(
30 – أنا لم أتدخل فيما لا يعنيني
31- أنا لم أتحدث بالمبالغة (النميمة(
32- أنا لم أفعل الشر
33- أنا لم يصدر مني أفكار/كلمات/أفعال شريرة
34- أنا لم ألوث ماء النيل
35- أنا لم أتحدث بغضب أو استعلاء
36- أنا لم ألعن أحداً بكلمة أو فعل
37- أنا لم أضع نفسي موضع شبهات
38- أنا لم أسرق ما يخص النترو
39- أنا لم أنبش القبور و لم أسئ إلى الموتى
40 – أنا لم أخطف لقمة من فم طفل
41- أنا لم أتصرف بكبر و غطرسة
42- أنا لم أخرب المباني الدينية (المعابد) .
وفي النهاية و بعد هذا العرض الموجز يجب أن نشير هنا في قناعة و حق أصيل على المتوفي أن يقدم نوعين من الدفاع:
- الدفاع الأول :
عن نفسه وهو دفاع عام.
- الدفاع الثاني:
إلى كل من القضاة باسمه وصفاته وأن يبرئ نفسه أمامهم من اثنتين وأربعين خطيئة.
* و خلاصة ( كتاب الموتى ) يحتوي على عدة فصول تصف وتشير إلى الآتي :
– وقاية الميت من الشياطين والأرواح الشريرة والثعابين وغيرها.
– تعرّف الميت عند البعث الطريق إلى الآخرة.
– تساعده على عبور بحر النار والصعاب التي تهدده.
– تسمح له بالتردد بين العالم الأرضي والعالم الآخر.
– تساعده على الحياة في الآخرة.
– تساعده على الحصول على الماء والغذاء وتلقي الهبات والأضحية، وعطائها في العالم الآخر.
– تساعده على معرفة الأماكن في الآخرة، وتذكر أسماء الآلهة والأسماء الهامة مثل اسم باب الآخرة.
– تساعده على معرفة الأبواب وأسمائها وتعاويذ فتحها والمرور منها والوصول إلى الآلهة وتعريف نفسه إليهم ٠
و أخيراً بعد هذا العرض و التقديم نتمنى أن نكون قد قدمنا شيئا مفيدا يضاف إلى رصيدنا الثقافي لمعرفة بعد ملامح حياة المصري القديم صاحب أقدم و أعرق حضارة عرفها التاريخ من خلال ضمير الإنسانية دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق