السبت، 28 يونيو 2025

الهجرة إلى الحبشة:

نواصل اليوم إن شاء الله تعالى الحلقة الثانية من سلسلة الهجرة.
الهجرة إلى الحبشة:
 محاولة للخروج من الأزمة حتى نعرف كيف غير تاريخ الهجرة النبوية مجرى التاريخ؟ يجب أن نعرف أنه حين اشتد العذاب بأصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - وضاقت بهم السبل ، أمرهم بالهجرة إلى الحبشة “فإن بها ملكًا لا يُظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق ، حتى يجعل الله لكم فرجًا مما أنتم فيه”، فخرج فريق من المسلمين إلى أرض الحبشة ؛ مخافة الفتنة ، وفرارًا إلى الله بدينهم ، فكانت أول هجرة في الإسلام. وتفكير النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - في الحبشة ينطوي على معرفة واسعة للنبي الكريم بأحوال شبه الجزيرة العربية ، واتجاهاتها السياسية ، فلم يكن هناك مكان أصلح للحماية والإيواء من الحبشة ، فالقبائل العربية تربطها بقريش علاقات وثيقة ، وروابط متينة تمنعها من استقبال هؤلاء المسلمين إذا ما فكروا في الهجرة إليها ، وبلاد اليمن غير مستقرة يتنازعها التنافس بين الفرس والروم ، والصراع بين اليهودية والنصرانية ، ولم تكن أي مدينة من مدن الجزيرة العربية تصلح أن تكون مكانًا مناسبًا لإيوائهم ، حتى يثرب نفسها التي استقبلت النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - بعد ذلك ، وأقام بها دولته – لم تكن تصلح هي الأخرى في هذا الوقت لاستقبال المهاجرين ، حيث كانت تمزقها الخلافات الداخلية ، والصراعات بين قبائلها. 
وكان جملة من هاجر إلى الحبشة ثلاثة وثمانين رجلاً. 
مقدمات الهجرة الكبرى: 
وإذا كانت الحبشة التي يحكمها ملك عادل تصلح أن تكون مأوى صالحًا ومكانًا للحماية ، فإنها لم تكن تصلح أن تكون مركزًا للدعوة ، ومعقلاً للدين ، ولهذا لم يفكر النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - في الهجرة إليها ، واستمر في عرض دعوته على القبائل العربية التي كانت تفد إلى مكة ، أو بالذهاب إلى بعضها كما فعل مع قبيلة ثقيف في الطائف ، ولم تكن قريش تتركه يدعو في هدوء ، وإنما تتبّعت خطوه ، تحذر القبائل من دعوته وتنفّرها منه. غير أن سعي النبي الدءوب ، وحرصه على تبليغ دعوته كان لا بد أن يؤتي ثماره ، فتفتّحت لدعوته قلوب ستة رجال من الخزرج ، فأسلموا ، ووعدوه بالدعوة للإسلام في يثرب ، وبشروه بالفوز لو قُدّر له أن تجتمع عليه قبائل يثرب.
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة غدا إن شاء الله تعالى لنواصل سلسلة الهجرة.
بقلمى/د. محمد شهاب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسم هوايا ومهجتي .. بقلم أ. لمياء العلي ...

ارسم هوايا ومهجتي  كحلم على ورق الشجر نداه يطبب دمعتي وتاج وضعته كالبدر يضيء ظلامي بالدروب ونقش عشقه في الصدر وألف آه على دمعتي لما أفيق على...