الخميس، 26 يونيو 2025

سُلَّم الأوجاع

سُلَّم الأوجاع
بقلم: زهرة محمد الساهل

كم أصبحنا غرباء
في حياةٍ أغرب،
كأنها آلةُ بيانو
وضعتنا في جوفها،
تحتَ لوحة مفاتيحها،
نمشي على سُلَّمٍ موسيقيٍّ مُنهك،
كلُّ خطوةٍ فيهِ وجعٌ... ونغمة.
كلما عزفتْ،
أحدثتْ ضجيجًا في رؤوسنا،
كأنها تضربنا بين النوتةِ والنوتة.

يبدو عزفُها جميلًا من الخارج،
سلسًا... وقاسيًا،
فاتنًا يأسر الناظرين،
تتوق لنيلها،
تبذلُ جهدَك لسماع لحنها،
لكنها... تنصبُ فخًّا ماكرًا.

تُطعمكَ حلاوتها
ثم تسقيك مرارتها،
تغريك ألوانها —
ذاك المزيج بين الأبيض والأسود،
لكن أبيضها... قليل،
يتحرك ولا يهدأ،
أما أسودها... ثابتٌ، مستقر.

في داخلها
أناسٌ مسعورون،
وآخرون يتمنّون رضاها،
وآخرون يحملون أثقالًا
من وجعٍ وحزن.
كأنها امرأةٌ فاتنة،
يتهافتُ عليها الرجال،
فما إن يقتربوا منها،
حتى تغدو شبحًا لا يُطال.

ورغم كل شيء...
لا أحد يريد تركها،
رغم قسوتها، رغم مرارتها،
رغم سوادها وضيقها،
نعيشها،
نرضى بفتات الفرح
وقد صار في خبر كان،
نتمسّك بها رغم نزف الأحزان.

بقلم: زهرة محمد الساهل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النية

النية ✍️ أحمد جاد الله اذا الخبث جاءك في  ثوب غدره يريد دمارك بشر دفين وقابلت مكرا وسوء فعله فلا تحزن بقلب مهين سلاحك نية لا تشوبها صفاء من ...