صديقي ✍️ أحمد جاد الله
يا منْ لِقَلْبِيَ كانَ أَروَعَ صَاحِبْ
في دَرْبِ عُمْرٍ، كَمْ تَعَرَّجَ جانِبْ
يا مَنْ وَجَدْتُ لديهِ صِدْقاً نَادِرَا
في زَمَنٍ، كانَ الوَفَاءُ فيهِ غَارِبْ
قد يَنْتَهِي يَوْمِي، ويَسدَلُ السِّتارْ
ويَلُفُّنِي صَمْتُ الرَّحِيلِ بلا إِشَارْ
ويَغِيبُ صَوْتِي، قَبْلَ قَوْلِ الوَدَاعْ
كَمَا يَهُبُّ الرِّيحُ، أَوْ يَجْرِي القِطارْ
لكنّي أُقسِمُ، بالّذي سَوّى البَشَرْ
وَبَالّذي زَيَّنَ السَّمَاءَ بِالقَمَرْ
لَنْ أَنْسَى أبداً، ولا تُطْوَى الذِّكْرَى
مَهْمَا قَضَى دَهْرٌ، وَمَرَّ بيَ العُمْرُ
لَقَدْ مَنَحْتَنِي كَنْزاً عَظِيمَا
صَدَاقَةً، لَمْ أَلْقَ مِثْلَهَا مُقِيمَا
في وَحْشَتِي كُنْتَ الضِّيَاءَ المُرشِدَا
تَمْحُو عَنِ النَّفْسِ العَنَاءَ المُؤْلِمَا
وَفَاءً، ليسَ في الأَيَّامِ يَبْلَى
وإِخْلَاصاً، بَلَغَ السَّمَاءَ الأَعْلَى
قَدْ جِئْتَنِي كَالغَيْثِ، يَرْوِي ظَمَأِي
في عَالَمٍ، فيهِ القُلُوبُ قدْ تَقْلَى
في عَالَمٍ، فيهِ المَبَادِئُ اُخْتُزِلَتْ
والقِيَمُ الغَالِيَةُ، فيهِ اضمَحَلَّتْ
حيثُ الوُجُوهُ بِأَلْفِ لَوْنٍ صُبِغَتْ
وَأَزْهَارُ الصِّدْقِ سَرِيعاً ذَبُلَتْ
كَمْ مَرَّ قَوْلٌ، كَاذِبٌ، مُتَلَوِّنٌ
في زَمَنٍ، فيهِ الوَفَاءُ لا يكونُ
والصِّدْقُ فيهِ غَرِيبٌ لا يُرى
إلا بِقَلْبِكَ، الوفي الأمين
فَإِنْ مَضَيْتُ، وكانَ الموتُ لي قَدَرْ
فَاسْمُكَ في قَلْبِي سَيَبْقَى لا يُمَرّ
ذِكْرَاكَ ضَوْءٌ، لا يَخْفُو سَنَاهُ
فَيَا نِعْمَ الصَّدِيقُ في هذهِ الحَيَاهْ.
Ahmed gadallah
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق