الخميس، 8 مايو 2025

أمجاد الاجداد .. الجزء الثانى

أمجاد الاجداد
الجزء الثانى
بقلم   هشام حلمى احمد 

انظر هناك ياعزيزى القاريء فى تلك الناحيه قصتنا تبدا هناك فى هذه المزرعه الكبيره المترامية الاطراف التى يمتلكها نبيل من نبلاء الفيوم ويدعى امنحتب له ابنه وحيده فى ريعان الشباب جمالها يفوق الخيال اسمها نفرت جسمها رشيق كغصن البان وبياضها مثل نور الشمس الوضاء وشعرها اسود شديد السواد مثل ظلمة الليل الحالك الظلام وكان الفلاحون يدعونها ايزيس التى تمشى على الارض من شدة جمالها.
وكان يعيش هو وابنته فى قصر فخم وكبير وسط مزرعته وتوفت زوجته منذ امد بعيد منذ ان كانت ابنته طفله صغيره وهو من الاثرياء ذو سلطه واراضى واسعه واملاك كثيره كانت أراضيه تزيد عن الماءتين فدان وكان طماعا جشعا لايهتم بشىء الا جمع الثروات من الذهب والفضه والاموال يحب امتلاك المزيد من الاراضى بكل السبل والوسائل قانونيه او غير قانونيه وكان له اعوان وخدم يساعدونه على تحقيق أغراضه الشريره.
وكان على حدود أرضه رجل متواضع الحال يدعى مينا وكان قوى الشخصيه محبوب من الناس له ابن شاب يدعى حونى قوى البنيه مفتول العضلات بهى الطلعه اشتهر بالذكاء والحكمه وزوجه تدعى السيده ميريت اشتهرت بين اقرانها بحسن الخلق والأصل الطيب .
وكان مينا يمتلك خمسة افدنه يقوم بزراعتها هو وابنه ويعيش هو واسرته على ماتدره الارض من محصول .
وفى ذات يوم اشتعل الطمع والجشع فى نفس امنحتب وأراد امتلاك ارض مينا ليضمها إلى أرضه فارسل له كبير خدمه ويدعى اوسر يعرض عليه طلب سيده فى شراء أرضه بمبلغ كبير ولكن مينا لم يوافق وقال له قل لسيدك الذى ارسلك ان ارضى ليست للبيع. 
ولما عاد اوسر لسيده برفض مينا لبيع أرضه غضب امنحتب وقال لاوسر اذهب اليه غدا وقل له انى اريد مقابلته فى قصرى لاتعرف عليه واتحدث معه وفى ظهر اليوم التالى وجه اوسر لمينا دعوة زيارة سيده فوافق مينا وفى مساء اليوم ذهب للقصر واستقبله امنحتب بالحفاوه البالغه وقدم له احلى الاطعمه والمشروبات وبعدها سأل مينا امنحتب ياسيدى لماذا استدعيتنى لمقابلتك ؟ فقال له امنحتب ياسيد مينا انا اريد شراء أرضك واترك لك تحديد ماتريد من ثمن وانا اوافق عليه مهما كان فانتفض مينا غاضبا وقال له ياسيدى نحن معشر الفلاحين البسطاء نرتبط بارضنا ارتباطا كبيرا ونعتبر ان من يبيع أرضه كمن يبيع عرضه وشرفه ولايكون البيع مقبولا الا لمن لايجد قوت يومه لاطعام اهله وتركه وانصرف.
فامتقع وجه امنحتب غيظا وتمتم بينه وبين نفسه قائلا اذن انت جلبت لك الشر ولاتلومن الا نفسك واضمر فى نفسه لمينا شرا مستطيرا.
وبعد عدة ايام بينما كان حونى ابن مينا يعمل فى الحقل ويضرب بالفاس بقوه فى ارض مصر الطيبه لتنبت بالخير سمع جلبه وضوضاء والناس تجرى إلى الطريق فذهب ليرى ماحدث فراى عربة فخمه تجرها أربعة احصنه دخلت عجلتها فى حفره فانفصلت العجله عن محورها وحاول أربعة رجال رفع العربه الثقيله لتركيب العجله فلم يستطيعوا فخرج حونى من بين جموع الحاضرين وصرف الرجال الاربعه وامسك وحده بمحور العجله ورفعه لاعلى ووضع فيه الرجال العجله المنفصله واحكموا ربطها.
وفجاه ظهرت صاحبة العربه وسط ذهول الحاضرين وكانت هى ايزيس التى تمشى على الارض السيده نفرت وتوجهت إلى حونى لتشكره فمدت له يدها لتسلم عليه فنظر اليها باعجاب شديد ونبض قلبه بحبها نبضا شديدا ولامست يده يدها لأول مره فأحس بروحيهما تطيران معا للسماء لتتحدا وتصبحان روحا واحده.
وبعد برهه قصيره آفاق حونى من مخيلته وابتسمت له نفرت ابتسامه خفيفه وجميله وشكرته وانصرفت.

والى هنا نتوقف ياعزيزى القاريء للاستراحة وشرب القهوة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسم هوايا ومهجتي .. بقلم أ. لمياء العلي ...

ارسم هوايا ومهجتي  كحلم على ورق الشجر نداه يطبب دمعتي وتاج وضعته كالبدر يضيء ظلامي بالدروب ونقش عشقه في الصدر وألف آه على دمعتي لما أفيق على...