صمت القوم
رأيتُ الظُلمَ في الأقصى يُبادُ
وعينُ الليلِ لا تعرفُ رُقادا
فسالتْ دمعتي حُرْقًا ووجعًا
كأنّ القلبَ قد صارَ رمادا
تكالَبَتِ الجيوشُ ولم نُجِبهم
وصوتُ القهرِ فينا قد تعادى
أُناسٌ تستغيثُ ولا مُجيبٌ
ونحنُ كأنّنا صُمٌّ، جمادا
تخاذلُنا جراحٌ لا تطيبُ
وصمتُ القومِ فينا قد تمادى
ألسنا من حملنا السيفَ يومًا؟
فكيفَ اليومَ نُسقِطُ ذاكَ جادا؟
تركنا القدسَ في طيِّ الهزائم
كأنّ الأمرَ لا يُعني الفؤادا
يُعاني الطفلُ، تُسبى الأمُّ جهرًا
ونحنُ نقولُ: "ندعو للعبادا"
أيُعذرُ من تخاذلَ عن كرامة؟
أيرضى اللهُ خذلانَ الجهادِا؟
ويا قُطْرَ العروبةِ، كم تواريتَ
وراءَ الوهمِ، تغرقُ في الرغادا
تُرى، متى نصحو من المَنامِ؟
متى نُحسّ أنّا في فسادا؟
فأرضُ العُرْبِ تُستَذَلُّ صباحًا
وما من فارسٍ يُحيي الجِيادا
بقلمي عبدالفتاح الطياري -تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق