الخميس، 22 مايو 2025

بعد فوات الأوان

{بعد فوات الأوان}
٣
ها هو الوقت و العمر يمضي گـ الرمل بين أصابع مشتاقة للإمساك به لكنه يتسرب حبة تلو حبة دون أن يبالي بمن تبكيه بصمت قاتل .. أجلس عاجزة قليلة الحيلة في غرفتي النافذة مفتوحة و صوت العصافير تهمس بلغة لا أفهمها لكنها تلامس شيئا عميقا في صدري .. ضوء القمر الخافت يرقص على الجدران يرسم ظلالا تبدو كأرواح الأحلام التي تركتها ورائي تنتظرني لأعود إليها لكنني أعلم أنني تأخرت بل تأخرت كثيرا حتى فاتني قطار العمر .. أتذكر اني كنت أحمل في قلبي يوما وعدا .. وعدا بأن أعيش لا أن أكتفي بالتنفس فقط .. كنت أحلم بأن أكون شيئا أكبر من نفسي أن أترك أثرا كلمة أو موقف و ربما لحنا أو لوحة أو حتى ابتسامة عابرة تبقى في ذاكرة أحدهم .. كنت أقول غدا سأبدأ غدا سأكتب تلك القصيدة سأسافر إلى تلك المدينة سأخبر الجميع بكل شيء أخفيه بقلبي .. لكن الغد كان يأتي و معه أعذار جديدة من أشغال البيت و تلاهي الحياة اليومية التي لا تنتهي و التعب و الخوف .. الخوف من الفشل من النظر في المرآة لأرى واحدة أخرى لا تشبهني .. السنوات تمر گـ سحابة صيف تبدو قريبة حتى تتلاشى .. كل يوم كان يحمل معه فرصة .. و كل يوم كنت أدير ظهري لها كنت أقول لنفسي لا يزال هناك وقت فـ بيتي و أولادي الأهم عندي الآن .. لكن الوقت ليس كريما كما أظن إنه لا ينتظر لا يتوقف لا يمنح فرصا إضافية .. و فجأة وجدت نفسي واقفه على حافة الزمن و أنظر إلى الوراء أشاهد بكل حسرة كل تلك اللحظات التي كان يمكن أن تكون لكنها لم تكن .. أتذكر تلك الليالي الكئيبة حين إستيقظ بها قلبي فجأة و كنت وحدي و كل العالم من حولي نائم ولا يشعر بألمي أحدا .. يوما ما أمسكت بقلمي و كتبت .. كتبت عن الحياة التي أردتها و لم أعيشها و عن الأحلام التي خبأتها في درج قديم .. عن الحب كنت أتمنى أن اعيشة و لم يحدث ابدا ولا صادفتة .. ها أنا أدون الحروف و الكلمات كانت گـ الدموع تنساب دون توقف تحمل ألما و حرية في آن واحد .. لكن مع شروق الشمس  كنت أتوقف و أضع القلم جانبا مع أحلامي التي لن تتحقق .. و أعود إلى الحياة التي أعرفها .. الحياة التي لا تطلب مني شجاعة .. و الآن بعد كل هذا الوقت أجلس هنا الشيب يزحف إلى شعري بعزارة و التجاعيد تحكي قصصا لم أرويها لكن في داخلي هناك شيء لم يمت صوت صغير خافت يهمس .. لم يفت الأوان بعد مازلت استحق الحياة و البحث عن السعادة التي كنت دوما أُأَجلها .. أنظر إلى الورقة البيضاء أمامي إلى القلم الذي ينتظر أتساءل .. هل حقا هناك وقت هل يمكن للقلب أن يبدأ من جديد حتى بعد كل هذا الضياع .. أمسك القلم .. أكتب كلمة ثم أخرى ربما لم يفت الأوان ربما الحياة رغم قسوتها تترك دائما نافذة صغيرة لمن يجرؤ على فتحها .. و ربما فقط ربما يكون هذا هو الغد الذي كنت أنتظره طوال حياتي .. نونا فتحى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عشقتك

عشقتك        *********** عشقتك  و تمنيتك و لا أستحيل انساك  و ملكت  قلبي  بحبي  كله  ملك لك و سوف اشرب كأس المدامة  معك و ستقول كلام الغرام ...