الثلاثاء، 8 أبريل 2025

وطني ليس له مثيل......

وطني ليس له مثيل......

وطني… يا بسمة الروح ووهج القلب، يا لوحة رسمها الله بيديه فأبدع تفاصيلها وأحكم ألوانها، يا أرضًا حملتني صغيرًا، وحملت أحلامي كبيرًا، يا مأوى أفراحي وملجأ أحزاني، يا وطنًا ليس له مثيل.
كيف لوطني أن يكون كغيره، وهو التراب الذي عانق خطى أجدادي، والسماء التي شهدت على صلواتهم، والجبال التي ردّدت أهازيجهم؟ كيف يشبه غيره وهو الحكاية التي تروى للأجيال عن الشموخ والصبر، عن الكفاح والانتصار؟ وطني قصة كتبتها الأيام بحبر المجد، ونسجها التاريخ بحروف من ذهب، فكيف له أن يكون له مثيل؟
كلما ابتعدت عنه، ازددت يقينًا أنه ليس كأي أرض، فالغربة ليست فقط افتقاد الأماكن، بل افتقاد الأمان الذي يمنحه الوطن، والدفء الذي يسكن في زواياه. هو الأرض التي مهما قست، نبقى نحبها، ومهما اشتدت علينا، نظل نعشقها. فإن كان لكل إنسان قلبٌ ينبض في صدره، فقلبي هو وطني، ووطني ليس له مثيل.
في شوارعه ذكرياتي، وفي سمائه أحلامي، وفي ترابه جذوري، وفي جباله كبريائي. كيف لغيره أن يشبهه، وهو الذي إن ضاق بنا العالم، وسّعنا بحضنه، وإن جار علينا الزمن، منحنا الأمل من جديد؟ وطني هو الأمان حين يخاف الجميع، وهو العزّ حين تنحني الرؤوس، وهو القوة حين يتعب الجسد، وهو الفخر الذي نحمله في أرواحنا أينما ذهبنا.
ليس لوطني مثيل، لأنه ليس مجرد مكان، بل هو نبض في العروق، وروح تسري في الجسد. إنه المعنى الحقيقي للحياة، والوعد الذي قطعناه على أنفسنا أن نحميه، ونفديه، ونحفظ اسمه عاليًا في سماء العزة والكرامة.
فليعلم العالم كله أن وطني ليس كأي وطن، هو الحكاية التي لا تُنسى، والحب الذي لا ينطفئ، والعشق الذي لا يُضاهى. وطني… دمت عاليًا، شامخًا، لا يشبهك أحد، ولا يضاهيك وطن.

بقلمي :الكاتب و الأديب شتوح عثمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق