مَتَى تَنْقَرِضُ الأَشْبَاحُ ؟؟
****************
تَسْرِي على حَبْلِ الدُّنَـا وَتُعَانِي
صَبْـرًا كَمَـا أيّــوبَ وَالدِّيــدَانِ
تُمْسِي غُرُوبًا تَسْتَمِيلُ رَحَى الدُّجَى
رُبَّ الشـروقُ يُنَــالُ بالنِّسْيَـانِ
كيْف الشُّمـوخُ وأنـتَ مُنحنيَ القَفَا
وقَفَـا النّعَــامِ سَلِيقَةُ الإذْعَــانِ
وَالنَّفْسُ تَرْكُضُ لِلمَلاهِي عنْوَةً
وَالخَلْقُ يُرْضيهَا رِضَى الوَلْهَانِ
عَفُّ الأنَــــامِ بَدِيعَـةٌ أَخْلَاقُهُ
تاهٍ عَنِ الأَخْطَـــاءِ وَالشَّنْـآُنِ
شَرُّ النُّفُــوسِ دَنِيئَةٌ خَطَوَاتُهُ
يُبْكِي الوَرَى بِالعُسْرِ وَالحِرْمَانِ
إِنَّ النُّفُوسَ عَلَى الأَذَى مَطْبُوعَةٌ
تَنْسَـــاقُ كَاسِحَـةً لِكُلِّ مَكَــان
وَإِذَا النُّسُـورُ تَعَفَّنَتْ أَوْكَارُهَا
اِرْتَادَهَـــا بُومٌ مَعَ الغِرْبَــــانِ
مَا عَهْدُنَـا بِالظُّلْمِ لَيْتَكَ مُدْرِكٌ
مِنْ هَوْلِهِ رُجَّتْ دُمَى الأَحْزَانِ
وَالظُّلْـمُ فِي قَهْرِ العِبَـادِ مَذَلَّـةٌ
وَالعِزُّ تَـــاجُ البِرِّ وَالإِحْسَــانِ
يَأْتِي على القُوتِ الزَّهِيدِ قَطِيعُهُمْ
فَيُبِيدُ مِنْــهُ الحِـرْصَ بِالبُهْتَانِ
نَصَبُوا فِخَاخَ الغَدْرِ فِي وَكْرِ الرّبَا
فَرَبَوْا غِنًى وَنَسَوْا وَرَى الرَّحْمَانِ
تَرْبُو بُطــونٌ والحـــرامُ مُسَيّدٌ
وَالجُرْمُ سادَ بأشْرَسِ الطُّغْيَـانِ
وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى ضَخَــامَةِ جِرْمِهِ
سَتَرَى هِضَابَ السُّحْتِ بِالأَرْكَانِ
وَإِذَا النُّفُـوسُ تَرَسَّخَتْ أَطْمَـاعُهَا
نَهْبًــا يُنِيـخُ الوَهْــنَ بالأبْـدَانِ
وَالنَّارُ تَلْفَحُ مِنْ لِسَانِ خَسَاسَةٍ
وَالجَهْلُ مَبْعَثُ لَافَـــةِ البُرْكَانِ
أَلِفُوا الكَرَاسِيَ وَالرّقَابُ رَقُودَةٌ
وَالعَظْمُ فِي كَفّ النَّدَى وَجِنَانِ
وَكَأَنَّ فِي جِنْسِ الخُلُودِ كِتَابُهُمْ
وَنَسَوْا عَظِيمَ السّرّ وَالوجْدَانِ
مَهْمَا سَرَحْتَ مَعَ الزَّمَانِ مُعَمّرًا
تُفْنَى وَكُلٌّ مَـنْ عَلَيْهَــا فَــانٍ
أَيْنَ السَّبِيلُ وَأَنْتَ مُنْعَرِجٌ وَمَا
الأرْعَنُ السّاهِي كَمَا اليَقْظَانِ
د. محمد خالد الأمين
*************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق