حروف مؤلمة
فتحت خزانة أحزاني..
لأتذكرها واعيد ترتيبها..
وجدت رفوفها مكتظة ...
وعلبها ملآى تواسيني...
فهمت أنها كانت تنتظرني.
ظنا منها بيدي مسدس..
لأقتل جراثيم وطفيليات ..
تعشعشت ونمت وترعرعت..
وصعب قلعها ..
لأنها تجذرت وتعمقت ...
أمسكت بمخالبها ...
على الحصير ...
فوق بهو الزنزانة ...
من فج ضيق ..
تتسلل أشعة شمس ...
باهتة ....
عقارب الساعة تهشمت ...
لم يعد للوقت فصل .
أخذت قطعة قماش ...
لأطوي فيها بعض حزني..
فأنتفض وصار يجري ...
ترى الى أين ذهب ..!
نعم إلى أعماقي ....
بدأ قلبي يبكي ....
أمامي وأنا لا إبكي ...
من شدة قساوتي..
وتمردي ..
وعصياني ..
نهضت مسرعا ...
أمددت له يدي ...
سحبته بقوة ...
استيقظ معترفا ...
ومعتذرا ...
فقال أنا في ذمتي ...
حق سرقته منك ...
تلك هي الطيبة ...
التي تشبه الزبد المملح ..
أو عبق الياسمين ...
أو عطر النرجس والاقحوان...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق