قصة قصيرة
تبا أيها الملل
بقلم شريف شحاته مصر
اليوم كالأمس والغد كاليوم والحياة هي الملل والضجر أكاد أنفجر هكذا حدث عتريس نفسه قبل أن يقود حافلة نقل موظفين وموظفات شركة المهدي للدعاية والإعلان جلس عتريس أمام الحافلة في إنتظارهم وها هي أستاذة سميرة قادمة لتركب الحافلة ثم تبدأ الشكوي من الظروف والحياة والزواج التعيس أووووه ها هو أستاذ حميدة مدير الحسابات يصعد الحافلة وسيبدأ يندب حظه في عدم الترقية لأنه صادق وأمين والآن أستاذة إعتماد مديرة شؤون الأفراد ستركب الحافلة ثم تبدأ في سلسلة النفاق حول اللوائح والقوانين الرائعة وأستاذ خميس الموظف الروتيني سيبدأ في النحيب بسبب ألام الروماتيزم كلهم رعاع كلهم سفلة ثم ركب خلف عجلة القيادة وبدأ في السير بها والآن سأقود الحافلة وأفكر في زوجتي المريضة وإبني الفاشل ما الحل لا أعلم لا أعلم ثم طرق رأسه بشدة وسار بالحافلة منحرفا عن الطريق وإخترق الصحراء بالحافلة بين صراخ وعويل الموظفين وهو يردد الفرامل هربت ولا أستطيع السيطرة علي الحافلة ثم يضحك داخله أيها الرعاع سوف أقتل هذا الملل وبدأت الصرخات تعلو والصيحات ترتفع ولكنه ظل يسير في الصحراء مسافة كبيرة جدا حتي غرزت العجلات في الرمال ونزل عتريس وجلس جانب الحافلة علي الرمال وهو يردد ويفوز باللذة كل مغامر ويموت بالحسرات كل جبان والآن إهبطوا جميعا من الحافلة فسنبدأ رحلة جديدة هي رحلة النجاة ثم طلب منهم أن يدفعوا الحافلة علها تدور وما إن قاموا بدفع الحافلة حتي دارت وسار بها مسرعا بمفرده تاركا إياهم في الصحراء لمواجهة المصير بين صراخ وعويل وبكاء والدعاء عليه لم يلتفت إليهم وغاب عن أنظارهم وأخذ يهتف إلي النجاة إلي النجاة تبا أيها الملل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق