رائحة العيد
صوتٌ يناديني من بعيد،
"ها أنا قادم...
رحّبي بالعيد!"
تسمّرت عينايَ
في آخر الدربِ،
عسى أستنشق عطرًا
محفورًا في القلبِ.
رائحةٌ تفوحُ من
أحبابٍ ارتحلوا،
تركوا المكانَ لنا،
لكنهم ما عادوا.
كانوا هنا...
في الضحك والصخب،
في كعكة العيد،
في ضوء الفرح المنسكب.
كعكةُ العيدِ...
كم ضمّت عناقَنا،
كم مزجناها بالحبِّ
حتى ضاق بنا.
أين اختفت نكهتُها
واندثرت؟
أم بات طعمُها جمرًا
تسعّرت؟
أحملها لشفتي،
فيخنقني الأسى
كأنها فقدٌ مرٌّ يُسكرُني
ويعتصرُ دما.
أيها العيد،
ليتَك ترجعُ لي أحبابًا
هم عطرُ روحي وسُحبا.
عندها تغدو أحرفي
نسجَ حرير،
ويُزهِرُ في قلبي
ما كانَ نضير.
لكنني أقفُ هنا... وحدي،
أصافحُ العيدَ
فلا يصافحُني،
أُناديه شوقًا
فيُجيبُني صمتُ البُعدِ!
بقلم صفاء حجازي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق