الثلاثاء، 25 مارس 2025

«(٢٥)» نفحات وتجليات رمضانية «(٢٥)» ★(عباد الرحمن)★

«(٢٥)» نفحات وتجليات رمضانية «(٢٥)»
  ★(عباد الرحمن)★*★د/علوي القاضي★
... وصلا بماسبق ، فالمذكور في كل الٱيات عن صفات (عباد الرحمن) ، فهي إجمالا صفات المسلمين المؤمنين الحقة ، والتي يريدها الله في عبده المؤمن وتعد منهاجا للمسلم في حياته حتى ينال رضى الله ، فقد وصفهم الله :
... بالوقار ، والسكينة ، والتواضع له ولعباده ، وحسن الأدب ، والحلم ، وسعة الخلق ، والعفو عن الجاهلين ، والإعراض عنهم ، ومقابلة إساءتهم بالإحسان ، وقيام الليل ، والإخلاص فيه ، والخوف من النار ، والتضرع لربهم ، أن ينجيهم منها ، وإخراج الواجب والمستحب في النفقات ، والإقتصاد في ذلك ، (وإذا كانوا مقتصدين في الإنفاق الذي جرت العادة بالتفريط فيه أو الإفراط ، فاقتصادهم وتوسطهم في غيره من باب أولى) ، والسلامة من كبائر الذنوب ، والإتصاف بالإخلاص لله في عبادته ، والعفة عن الدماء والأعراض والتوبة عند صدور شيء من ذلك ، وأنهم لايحضرون مجالس المنكر والفسوق القولية والفعلية ، ولايفعلونها بأنفسهم ، وأنهم يتنزهون من اللغو والأفعال الرديئة التي لاخير فيها ، وذلك يستلزم مروءتهم ، وإنسانيتهم ، وكمالهم ، ورفعة أنفسهم ، عن كل خسيس قولي وفعلي ، وأنهم يقابلون آيات الله بالقبول لها والتفهم لمعانيها والعمل بها ، والإجتهاد في تنفيذ أحكامها ، وأنهم يدعون الله تعالى بأكمل الدعاء ، في الدعاء الذي ينتفعون به ، وينتفع به من يتعلق بهم ، وينتفع به المسلمون ، من صلاح أزواجهم وذريتهم ، ومن لوازم ذلك ، سعيهم في تعليمهم ، ووعظهم ، ونصحهم ، لأن من حرص على شيء ودعا الله فيه ، لابد أن يكون متسببا فيه ، وأنهم دعوا الله ببلوغ أعلى الدرجات الممكنة لهم ، وهي درجة الإمامة والصديقية
... فلله (ما أعلى) هذه الصفات ، وأرفع هذه الهمم ، وأجل هذه المطالب ، وأزكى تلك النفوس ، وأطهر تلك القلوب ، وأصفى هؤلاء الصفوة ، وأتقى هؤلاء السادة 
.. ولله ، (الفضل) عليهم ونعمته ورحمته التي جللتهم ، ولطفه الذي أوصلهم إلى هذه المنازل
.. ولله ، (المنة) على عباده ، أن بين لهم أوصافهم ، ونعت لهم هيئاتهم ، وبين لهم هممهم ، وأوضح لهم أجورهم ، ليشتاقوا إلى الإتصاف بأوصافهم ، ويبذلوا جهدهم في ذلك ، ويسألوا الذي من عليهم وأكرمهم ، الذي فضله في كل زمان ومكان ، وفي كل وقت وأوان ، أن يهديهم كما هداهم ، ويتولاهم بتربيته الخاصة كما تولاهم ، حتى أصبحوا (رجال) بمعنى الكلمة لأنهم صدقوا ماعاهدوا الله عليه
... فاللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان ، وبك المستغاث ، ولاحول ولاقوة إلا بك ، لانملك لأنفسنا نفعا ولاضرا ، ولانقدر على مثقال ذرة من الخير إن لم تيسر ذلك لنا ، فإنا ضعفاء عاجزون من كل وجه
... نشهد أنك إن وكلتنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وكلتنا إلى ضعف وعجز وخطيئة ، فلا نثق ياربنا إلا برحمتك ، التي بها خلقتنا ورزقتنا ، وأنعمت علينا بما أنعمت من النعم الظاهرة والباطنة ، وصرفت عنا من النقم ، فارحمنا رحمة تغنينا بها ، عن رحمة من سواك ، فلا خاب من سألك ورجاك
... ولما كان الله تعالى قد أضاف هؤلاء العباد إلى رحمته ، حيث سماهم (عباد الرحمن) ، واختصهم بعبوديته ، لشرفهم وفضلهم 
... فأخبر تعالى أنه لايبالي ولايعبأ بغير هؤلاء ، وأنه لولا دعاؤكم إياه ، دعاء العبادة ودعاء المسألة ، ماعبأ بكم ولاأحبكم فقال (قُلْ مَايَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) أي عذابا يلزمكم ، لزوم الغريم لغريمه ، وسوف يحكم الله بينكم وبين عباده المؤمنين
... وكل عام وانتم بخير ...
... تحياتي ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسم هوايا ومهجتي .. بقلم أ. لمياء العلي ...

ارسم هوايا ومهجتي  كحلم على ورق الشجر نداه يطبب دمعتي وتاج وضعته كالبدر يضيء ظلامي بالدروب ونقش عشقه في الصدر وألف آه على دمعتي لما أفيق على...