الاثنين، 24 مارس 2025

وحشة الوحدة.

وحشة الوحدة. 
*****************
الحزن الذي قبض عليَّ مُتلبساً
 بمغازلة أُمنية رشيقة مُمسكاً
 بشعرها مُنهمِكاً في تقبٌِيلها
مسِكني من عُنقي ثم رماني
في وحشة الوحدة،
تارة تجلُّدني الكآبة بسياط
غليظة،
وتارة يُعلٌِقني الملل في سقف
 الوحدة ويقذِّف القلق رأسي 
بالحصى،

هنا في وحشة الوحدة
أخبرتني أُنثى الفراغ أنَّ
الحَزانىٰ الَّذين سبقوني هنا
تركوا وصاياهم ل (مالك الحزين)
وماتوا بصمت، الواحد تلو الأخر، 
دون مواكب جنائزية مهيبة،
دون ضجيج إعلامي،
دون قصائد رثاء،

منذ ذلك الحين وأنا كلّ يوم 
أتسلق جدران العزلة 
أجمع أشباح الحَزانى في الأزقة
 الضيقة من الوحشة،
 نأكل من مائدة البكاء ولن نشبع
نشرب من قُلَّل الشعر الحزين
 ولن نرتوي،

هنا صارت الوحشة كآلهة غاشمة
تروض جِماح الحزن داخلي
البوح في شريعتها معصية
والصمت لايستحق مغفرة، 

لا أريد نهايتي كالحزانى ممن سبقوني
لا أريد استحقاقي من الوطن قبراً
يواري جُثَّتي،

لا أريد أن يأتي هنا حزينٌ من بعدي مُتلبساً
 بجُرم أُمنية، يجمع شبحي ليأكل من
مائدة البكاء، ويشرب من قُلَّل الشعر الحزين،

أريد أن أحفر نفقاً في قاع الوحشة
وأهرب منها كمعتقَلي الجماعات
الإرهابية حين يهربون من المُعتقلات،

أريد الخروج من هنا 
أتتبع أمنيتي والحق بها 
أمسكها من شعرها ولن أدعها
تفلت مني هذه المرة .

   سعيد العكيشي/اليمن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق