الأربعاء، 26 مارس 2025

«(٢٦)» نفحات وتجليات رمضانية «(٢٦)»★(هل نحن رجال حقا)★

«(٢٦)» نفحات وتجليات رمضانية «(٢٦)»
★(هل نحن رجال حقا)★د/علوي القاضي★
... (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) ، (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
... في الٱونة الأخيرة ، وفي تلك الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا ومقدساتنا ، كان من الضروري أن نتكلم عن (الرجال والرجولة) ، في زمنٍ فقدت الأمة أخلاق الرجولة ، وصرنا نرى أشباه الرجال ولارجال ، هم غثاءً كغثاء السيل ، وكما قال الحبيب محمد صل الله عليه وسلم (يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم ، كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها ، فقال قائلٌ : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟! ، قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ ، فقال قائلٌ : يارسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟! ، قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ) ، صدقت ياحبيبي يارسول الله ، فهذا لسان حالنا 
... نتكلم عن الرجال والرجولة في زمنٍٍ صدق فينا قول القائل (يا له من دين لو كان معه رجال)
... نتكلم عن الرجال والرجولة والأمة اليوم بحاجة إلى رجال يحملون الدين وهمّ الدين ، ويدافعون عن مقدساته ، ويسعون جادّين لخدمة دينهم وأوطانهم شعارهم قوله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
... أحبابي ، إختلف العلماء في تفسير معنى الرجولة ، فمنهم من فسرها بالقوة والشجاعة ، ومنهم من فسرها بالزعامة والقيادة والحزم ، ومنهم فسرها بالكرم والضيافة ، ومنهم قاسها بمدى تحصيل المال والإشتغال بجمعه ، ومنهم من ظنها حمية وعصبيةً جهلاء ، ومنهم من فسرها ببذل الجاه والشفاعة وتخليص مهام الناس بكل الطرق 
... لكن الرجولة بمفهومها الصحيح ، ومعناها الحقيقي هو ماذكره الله تبارك وتعالى في قرٱنه الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلامِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
... إعلموا أن هناك فرقٌ بين (الرجل) و (الذكر) ، فكل (رجل ذكر) ، وليس كل (ذكر رجل) ، ما أكثر الذكور لكن الرجال منهم قليل ، ولقد جاءت كلمة (ذكر) في القرآن الكريم غالباً في المواطن الدنيوية التي يجتمع فيها الجميع ، مثل الخلق ، وتوزيع الإرث ، وما أشبه ذلك ، أما كلمة (رجل) فجاءت في المواطن الخاصة ، التي تحتاج فعلا للرجولة ، والتي يحبها الله تعالى ، ولذلك كان رسل الله إلى الناس كلهم رجال قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا)
... الرجولة هي تحمُّلُ المسئولية في الذب عن الدين ورسالة التوحيد ، والنصح في الله ، والدفاع عن أولياء الله ، قال تعال (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) ، ماجعله يأتي من أقاصي المدينة ، وماجاء يمشي ، بل جاء يسعى ، لماذا ؟! ، دفاعاً عن أولياء الله والدعاة إلى الله ، إنها الرجولة الحقة بكل معانيها
... الرجولة قوةٌ في القول ، وصدعٌ بالحق ، وكلمة حق عند سلطان جائر ، قال تعالى (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)
... وكل عام وحضراتكم بخير
... تحياتي ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسم هوايا ومهجتي .. بقلم أ. لمياء العلي ...

ارسم هوايا ومهجتي  كحلم على ورق الشجر نداه يطبب دمعتي وتاج وضعته كالبدر يضيء ظلامي بالدروب ونقش عشقه في الصدر وألف آه على دمعتي لما أفيق على...