وداعًا رمضان......
ها هو شهر الخير والبركة يطوي صفحاته، يرحل عنا كما جاء خفيفًا لطيفًا، تاركًا في قلوبنا أثرًا لا يمحى، وحنينًا لا يهدأ. وداعًا يا شهرًا كان لقلوبنا ضياء، ولأرواحنا صفاء، ولأيامنا سكينة ورحمة.
كيف لنا أن نودّع أيامًا تنزلت فيها الرحمات، ورفرفت فيها أرواحنا بين دعاءٍ وسجود، وصيامٍ وقيام؟ كيف نُطفئ وهج الليالي التي تلألأت بالنور، وامتلأت بالذكر والتسابيح؟
رمضان، أيها الراحل العزيز، ليتك تبقى! فقد ألفتك قلوبنا، واعتادت أرواحنا على طهرك ونقائك. لكنك تمضي، وتترك لنا عهدًا بيننا وبين الله، أن نبقى على الطاعة، ونحمل من نورك قبسًا ينير دروبنا طوال العام.
رحلت يا رمضان، ولكن هل رحل معك الخير؟ أم أننا سنحمل منك زادًا نرتحل به في دروب الحياة؟ اللهم اجعلنا من المقبولين، ولا تجعلنا ممن قصروا وفرّطوا، وبلغنا رمضان القادم ونحن على طاعتك ثابتون.
وداعًا رمضان، ولعل في اللقاء القادم مزيدًا من التوبة، ومزيدًا من القرب، ومزيدًا من النور...
بقلمي: الكاتب و الأديب شتوح عثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق